أما كفاني أن انتقامي لشرفي جاء انتقاما مني حتى تسومني تبديلا في هواي، الخيانة في الحب من شيمة المحارب الرعديد والعاشق الغادر، فلا تلحق بوفائي ظنة تمسه، واعتددني كريم النفس، ولا تسمني النكث بالعهد. لعلاقتي أمكن من أن تنفصم بمثل ما تصف، ولو فاتني فيها الأمل، لكن بذمتي مدعاة إلى الحفاظ، فأما وأنا من هواي بحيث لا أملك شيمان ولا أطيق عنها صبرا، فقد أصبح الموت - وهو مبتغاي - أخف آلامي.
دن دياج :
لم يحن الوقت لتلتمس الحمام، فإن مليكك ووطنك في حاجة إلى ذراعك. الأسطول الذي ذاع نبؤه قد دخل الميناء متوهما أنه يفاجئ المدينة وينهب البلاد.
سيهبط المغاربة ويهاجمون أسوارنا بلا جلبة مستعينين بمد البحر ومدد الظلام. القصر في اضطراب والشعب في هلع، لا يسمع إلا صخب، ولا يرى إلا دموع، وفي هذه الفوضى العامة أتاح لي التوفيق أن وجدت في بيتي خمس مئة من أصحابي، قدموا جميعا حين علموا بما حل بي، يحدوهم الولاء، ليعرضوا علي الأخذ بثأري، على أنك سبقتهم ولكن سواعدهم الشديدة تؤثر الاصطباغ بدماء البربر، فامض وسر على رأسهم إلى حيث الشرف يهيب بك، إن عصابتهم الكريمة لتأبى سواك زعيما. اذهب وذد صدمة أولئك الأعداء القدماء، فإن أردت الموت فالقه هناك كريما، انتهز هذه الفرصة وقد سنحت لك، واقرض مليكك سلامته بتهلكتك، بل عد من ذلك العراك وعلى جبينك الغار ولا يقصر مجدك على الانتقام من إساءة، بل توخ له غاية أبعد، وأكره بشجاعتك ذلك الملك على الغفران وشيمان على السكوت، وإذا كنت محبا لها، فاعلم أن عودك مستظهرا هو الذريعة المثلى لتملك قلبها. على أن الوقت أعز من أن يضاع في الكلام. دعنا من الإطالة وطر إلى المعترك. تعال اتبعني. سر إلى القتال وأر المليك أن ما فقده بالكنت يجده فيك.
الفصل الرابع
المشهد الأول
شيمان والفيرة
شيمان :
أليست إشاعة مكذوبة؟ أأنت على يقين يا الفيرة؟
الفيرة :
Shafi da ba'a sani ba