قال ثعلب: يقول سيبويه في كتابه في غير نسخة: «حاشا حرف يخفض ما بعده، كما تخفض حتى، وفيها معنى الاستثناء»، وقد رد عليه الزجاج بأن ذلك في كتابه، وهو صحيح ذهب في التذكير إلى الحرف، وفي التأنيث إلى الكلمة، قال ثعلب: والأجود أن يحمل الكلام على وجه واحد، فرد عليه الزجاج بأن كلا جيد، قال الله تعالى: «ومن يقنت منكن لله ورسوله ويعمل صالحا»، وقرئ:
وتعمل صالحا ، وقال عز وجل:
ومنهم من يستمعون إليك
ذهب إلى المعنى، ثم قال:
ومنهم من ينظر إليك
ذهب إلى اللفظ، وليس لقائل أن يقول: لو حمل الكلام على وجه واحد في الاثنين كان أجود؛ لأن كلا جيد.
أما الفراء فكان يقول: إن سيبويه لا يدري حد التعجب. ولقد رجعت إلى الكتاب فلم أجد سيبويه قد استوفى حقا أبواب التعجب وفروعه المختلفة.
وأما المبرد، فيقول الأستاذ الرافعي: إنه أفرد كتابا في القدح في كتاب سيبويه والغض منه، ولم أطلع على هذا الكتاب الذي وضعه المبرد، ولم أعرف النقط التي خالفه فيها، ولكن ياقوتا في معجمه ذكر أن عبيد الله القصري ألف كتابا سماه : الانتصار لسيبويه على أبي العباس في كتاب الغلط.
وذكر الأستاذ «جورجي زيدان» أن أبا بكر الزبيدي ألف كتابا سماه: كتاب الاستدراك على كتاب سيبويه، انتقد فيه مواد هامة، وطبع في روما سنة 1890م بعناية الأستاذ «جويدي» المستشرق الإيطالي. (12) رأينا في الكتاب (1)
الكتاب في نظرنا مرجع من المراجع، نعود إليه عندما نؤلف كتابا في القواعد العربية. (2)
Shafi da ba'a sani ba