Shuhada'ilimi Da Gurbata
ذكرى شهداء العلم والغربة
Nau'ikan
فبمكث الماء يبقى آسنا
وسرى البدر به البدر اكتمل
في ازدياد العلم إرغام العدا
وجمال العلم إصلاح العمل
فاهجر النوم وحصله فمن
يعرف المطلوب يحقر ما بذل (3) سفر شهداء العلم والغربة
رأى شباب مصر بعد أن خمدت نار الحرب العامة أن بلاد الألمان مورد للعلم لا ينضب معينه فأزمعوا الرحلة إليها، ووصلت القافلة الأولى منهم بسلامة الله ثم بعثت بالرسائل تترى لتدل الأمة المصرية على قيمة العلم هنالك، فاستبق الشبان لانتجاع تلك الموارد الصافيات وأخذوا يزمون حقائب الهجرة، وهمت القافلة الثانية بالإبحار من الثغر الإسكندري في منتصف مارس سنة 1920 مزودة بالدعوات الصالحات من قلوب الآباء والأمهات وقد باركها الوطن المفدى. وأقلعت الباخرة «حلوان» تحمل أمانة مصر وفلذات أكبادها، والبحر إجلالا لهم في سكون إلا موجات تداعب الباخرة وهي تسير باسم الله مجريها ومرساها، حتى وصلت مدينة تريستا، ونزلت قافلة العلم إلى الساحل واستقلت القطار بعد منتصف ليل الجمعة 26 مارس قاصدة فينا. وقد اجتمع الطلبة المصريون في مركبة واحدة كانت قد أعدت لهم خصيصا وهي الثالثة في القطار، وكانت على رءوسهم الطرابيش، وعددهم نحو الثلاثين طالبا. وكان الجو صافيا والنسيم منعشا، ولم يكن يسمع في سكون ذلك الليل غير أحاديث سمرهم الشهية، وغير جيشان الآمال الكبار في صدورهم الفتية، ونفوسهم القوية، وكان النسيم يحمل تلك الأصوات ليهديها تحية عاطرة إلى مصر العزيزة.
ولما انبلج الصبح أخذ القطار ينساب بين الجبال الخضراء والمزارع البهيجة، والوديان المعشبة، والعيون المتدفقة، والطيور المغردة. وكانت قافلة مصر تكاد تتخذ من شغفها بالعلم أجنحة لتصل إلى بغيتها منه، لتعود إلى وطنها كما يعود الجندي الظافر من ميدان القتال، ولكن:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن (4) الفاجعة الأليمة
Shafi da ba'a sani ba