Shuhada'ilimi Da Gurbata
ذكرى شهداء العلم والغربة
Nau'ikan
وكان الأستاذ الفاضل الشيخ عبد الحليم متولي الطالب بالقسم العالي بالأزهر الشريف قد أعد قصيدة غراء لتلقى في الحفلة، مطلعها:
يا مصر أدمى القلب موت بنيك
من هاجروا يا مصر حبا فيك (7) احتفال كوم حمادة بتأبين الشهداء
في اليوم الأول من حمل شهداء العلم إلى أرض الوطن أقام أعيان مركز كوم حمادة سرادقا فخما، صفت فيه المقاعد ووضع فيه منبر للخطابة وذلك احتفالا بتأبين شهداء العلم والوطن الذين كانت مصيبتهم من المصائب العامة التي يشترك فيها الناس على اختلاف مراتبهم وتباين مشاربهم.
وما وافت الساعة المحددة للحفلة حتى أم السرادق نحو الثلاثة آلاف نسمة يتقدمهم العمد والأعيان ومعلمو المدارس لتخليد ذكرى أولئك الشبان المجاهدين الذين كانوا يؤمنون بعظمة بلادهم الخالدة ويعملون لمجدها ورفعتها وتشييد صرح مستقبلها على دعامة قوية من العلم والعرفان لا تزعزعها الحوادث ولا تهدها عواصف الأيام.
ومن ثم تعاقب الخطباء في اعتلاء منبر الخطابة وإلقاء كلمات الرثاء، وكان في مقدمتهم الشاعر البحيري محمد عبد الهادي عمار الذي كان في وفد كوم حمادة الذي سافر مع الأعيان والوجهاء لتشييع جنازة الشهداء في الإسكندرية، فقد وقف وألقى هذه الكلمة النثرية المؤثرة:
أيها السادة
ما اجتمعنا في هذا اليوم إلا لنحتفل بذكرى شبان مخلصين ضحوا بشبابهم الغالي في سبيل العلم وخدمة الوطن.
نحتفل بأنجم كانت تتلألأ في سماء العلم فأفلت، وزهور أذبلها القضاء في رياض مصر.
نحتفل بذكرى شباب فارق هذه الحياة الدنيا ولو استمهله القدر لكان عدة لهذه البلاد المنكودة الحظ، وما كان أحوج الأمة لذلك الذكاء في ساعاتها الرهيبة وأوقاتها العصيبة وهي تطالب بحقها في الحياة ونصيبها من الحرية والاستقلال التام!
Shafi da ba'a sani ba