Shuhada'ilimi Da Gurbata
ذكرى شهداء العلم والغربة
Nau'ikan
أيها السادة
إن موقفنا رهيب والباعث عليه جليل عظيم، فاعذروني إذا أقعدني فرط حزني عن الإفاضة فيه، فإن موقفا كهذا إذا لم تلق فيه عصا التسيار إلى جبروت القاهر فوق عباده والقادر على إنفاذ مراده، فقد يطيش السهم وتزل القدم.
أيها السادة
إن خطبا وإن كان في أحوالنا الحاضرة عظيما فإن مصابنا في أبنائنا أعظم، ولئن قابلنا الحوادث التي مرت بنا بصبر وجلد، فإن هذه الكارثة قد أرهبت عنا الصبر وأدهت منا الجلد وأهاجت منا مكامن الأسى.
فإذا ما وقفنا هذا الموقف فإنما نبكي أملا خيمت عليه سجف الأقدار فأخفته عن الأنظار، وعبثت به عوامل القضاء فأصبح في عالم الفناء، ولا راد لقضاء الله.
أيها السادة
اجتمعنا الآن لتأبين الشهداء، وما كل من مات من الشهداء. اجتمعنا لنؤبن بررة الأبناء وذخر الآباء، اجتمعنا لنرثي من دعاهم داعي الوطن فلبوا النداء، وراحوا ليشيدوا للعلم أمتن بناء.
اجتمعنا لنبكي من تقاذفتهم الأعاصير والأنواء، فماتوا واأسفاه في طريقهم غرباء، وكأني بهم وقد فاضت أرواحهم إلى السماء وهم يرددون بين اليأس والرجاء: «نحن لك يا مصر الفداء.»
أيها السادة
نعى البرق إلينا أبناءنا فأسال بذلك الدماء المتجمدة على جراح أكبادنا، وأضرم بين جوانحنا من الوجد والأسى ما الله عالم به.
Shafi da ba'a sani ba