83

Mawaƙan Kiristanci

شعراء النصرانية

Mai Buga Littafi

مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت

Shekarar Bugawa

1890 م

الرياح الجنوب والشمال والدبور والصبا والنكباء لم سميت بهذه الأسماء فإنه قد أعياني علمها. فقال القوم: هذه أسماء وجدنا العرب عليها لا نعلم غير هذا فيها. فضحك يزيد بن عبد المدان ثم قال: يا خير الفتيان ما كنت أحسب أن هذا يسقط علمه عن هؤلاء وهم أهل الوبر أن العرب تضرب أبياتها في القبلة مطلع الشمس لتدفئهم في الشتاء وتزول عنهم في الصيف فما هب من الرياح عن يمين البيت فهي الجنوب. وما هب عن شماله فهي الشمال. وما هبت من أمامه فهي الصبا. وما هبت من خلفه فهي الدبور وما استدار من الرياح بين هذه الجهات فهي النكباء. فقال ابن جفنة: أن هذا للعلم يا ابن عبد المدان. وأقبل على القيسيين يسألهم عن النعمان بن المنذر فعابوه وصغروه فنظر ابن جفنة إلى يزيد فقال له: ما تقول يا ابن عبد المدان. فقال يزيد: يا خير الفتيان ليس صغيرا من منعك العراق وشكك في الشام وقيل له أبيت اللعن وقيل لك يا خير الفتيان وألفى أباه ملكا كما ألفيت أباك ملكا فلا يسرك من يغرك فإن هؤلاء لو سألهم عنك النعمان لقالوا فيك مثل ما قالوا فيه. وايم الله ما فيهم رجل ألا ونعمة النعمان عنده عظيمة. فغضب عامر بن مالك وقال له: يا ابن الديان أما والله لتحلتبن بها دما. فقال له: ولو أريد في هوازن من لا أعرفه. فقال: لا بل هم الذين تعرف. فضحك يزيد ثم قال: ما لهم جرأة بني الحارث ولا فتك مراد ولا بأس زبيد ولا كيد جعف ولا مغار طيء وما هم ونحن يا خير الفتيان بسواء ما قتلنا أسيرا قط ولا اشتهينا حرة قط ولا بكينا قتيلا نبيء به وإن هؤلاء ليعجزون عن ثأرهم حتى يقتل السمي بالسمي والكني بالكني والجار بالجار. وقال يزيد بن عبد المدان فيما كان بينه وبين القيسي شعرا غدا به على ابن جفنة (من الطويل) :

تمالى على النعمان قوم إليهم ... موارده في ملكه ومصادره

على غير ذنب كان منه إليهم ... سوى أنه جادت عليهم مواطره

فباعدهم من كل شر يخافه ... وقربهم من كل خير يبادره

فظنوا وأعراض المنون كثيرة ... بأن الذين قالوا من الأمر ضائره

فلم ينقصوه بالذي قيل شعرة ... ولا فللت أنيابه وأظافره

وللحرث الجفني أعلم بالذي ... يبوء به النعمان إن جف طائره

Shafi 83