* [الفصل الثامن] ز فصل * فى كيفية بحث العلم الطبيعى ومشاركاته لعلم آخر (2) ان كانت (3) له مشاركة (4)
وإذا (5) قد (6) عرفت الطبيعة ، وعرفت الأمور الطبيعية فقد اتضح لك فضل اتضاح (7) أن العلم الطبيعى عن أى الأشياء يبحث ، ولما كان المقدار المحدود من لوازم هذا الجسم الطبيعى وعوارضه الذاتية أعنى الطول والعرض والعمق المشار إليها وكان الشكل من لوازم المقدار كان الشكل أيضا من عوارض الجسم الطبيعى. ولما كان المهندس موضوعه المقدار فموضوعه عارض (8) من عوارض (9) الطبيعى ، والعوارض التي يبحث عنها هى (10) من عوارض هذا العارض.
فمن هذه الجهة تصير الهندسة جزئية بوجه ما عند العلم الطبيعى ، ولكن (11) الهندسة الصرفة لا تشارك (12) الطبيعى في المسائل. وأما علم الحساب فهو أبعد من (13) المشاركة وأشد بساطة ، بل هاهنا علوم أخرى تحتها (14) كعلم الأثقال وعلم الموسيقى وعلم الأكر المتحركة ، وعلم المناظر وعلم الهيئة. وهذه العلوم أقرب مناسبة إلى العلم الطبيعى ، وعلم الأكر المتحركة أبسطها ، وموضوعه كرة متحركة. والحركة شديدة المناسبة للمقادير لاتصالها وإن كان (15) اتصالها لا لذاتها ، بل لسبب (16) مسافة أو زمان ، كما نبين نحن من بعد. ثم البراهين الموردة (17) في علم الأكر المتحركة لا تستعمل فيها المقدمات الطبيعية البتة.
وأما علم الموسيقى فموضوعه النغم والأزمنة وله مبادئ من علم الطبيعى (18) ومبادئ من علم الحساب. وكذلك (19) علم الأثقال وعلم المناظر أيضا موضوعه مقادير منسوبة إلى وضع ما من البصر وله مبادئ من الطبيعيات ومن الهندسة.
Shafi 41