هذه اليد المفلوجة (1)، فإنه كما أن مزاج العين وفعله غير فعل اليد فى النوع ، فكذلك سلامة فعله أو فساد (2) فعله ، غير الذي ما منهما (3) لليد فى النوع. فلا تكون الحركة فيهما من نوع واحد ، اللهم إلا أن تعتبر الصحة مطلقا ، فلا تكون الحركتان واحدتين (4) فى النوع ، بل فى الجنس ، فقد (5) علمنا أن ذلك التقايس الجنسى ليس بالحقيقى (6)، وهاهنا مسألة ربما سأل (7) عنها سائل وقال : متحرك قطع مسافة ، وكانت تلك المسافة تبتدئ تستحيل (8) مع ابتداء حركته ، حتى انتهت الاستحالة إلى الحد الذي تقف عنده وتتم لديه (9) ، فوقفت النقلة معها ؛ فهل من الممكن أن يقال : إن هذه الاستحالة مساوية لهذه الحركة؟ فالجواب أن ذلك (10) خطأ ، ولا يجوز أن يقال ، وذلك لأن المسافة مساوية للمستحيل ، وأما الحركة فليست بمساوية (11) للاستحالة إلا فى الزمان فقط ، ولا النقلة قطعت شيئا مما قطعته (12) الاستحالة (13). وذلك لأن الحركة قطعت مسافة ، إذ كانت تغيرا من مبدئها إلى منتهاها ؛ والاستحالة قطعت ما بين كيفيتين ، إذ كانت تغيرا لا من حد مسافة إلى أخرى ، بل (14) من كيفية إلى أخرى ، إذا المستحيل من حيث هو لم يخرج من حد مسافة إلى حد آخر ، بل خرج من كيف إلى كيف ، إلا أنه لم يزل يتجدد فيه كيف بعد كيف ، لا على استقرار تجدد الشيء فى محله.
* [الفصل السادس] و فصل (15) * فى تضاد الحركات وتقابلها
وإذ (16) قلنا فى (17) تساوى الحركات وتفاوتها فأولى ما نتكلم فيه هو حال (18) تضاد الحركات. فنقول : أما أولا فإن الحركات المختلفة الأجناس مثل النقلة والاستحالة والنمو فقد تجتمع معا ، فإن امتنع بعضها عن الاجتماع مع
Shafi 280