بالإبداع ، فإذا كان كذلك لم يكن لها (1) هيولى مشتركة على النحو الأول (2) من النحوين المذكورين ، فإنه لا يكون هيولى واحدة تارة تقبل صورة الكائنات الفاسدة ، وتارة تقبل صورة ما لا يفسد في طباعه (3) ولا له كون هيولانى. فإن (4) ذلك مستحيل ، بل ربما جاز أن تكون الهيولى المشتركة لمثل (5) الأجسام الكائنة الفاسدة التي يفسد بعضها من (6) بعض ، ويتكون بعضها من بعض ، كما سنبين من حال الأربعة التي (7) تسمى الاسطقسات ، اللهم إلا أن تجعل طبيعة (8) الموضوع التي لصورة (9) ما لا يفسد والموضوع لصورة ما يفسد طبيعة واحدة في نفسها صالحة لقبول كل صورة.
إلا أن ما يفسد قد عرض أن قارنته الصورة التي لا ضد لها ، فيكون السبب في أنها لا تكون ولا تفسد من من جهة صورتها (10) المانعة لمادتها عما في طباعها إلا (11) من جهة المادة المطاوعة. فإن كان كذلك ، وبعيد (12) أن يكون كذلك على ما سيتضح بعد فسيكون (13) حينئذ هيولى مشتركة بهذا الوجه. فالهيولى (14) المشتركة بهذا الوجه سواء كانت مشتركة للطبيعيات كلها أو للكائنات الفاسدة منها (15) فإنها متعلقة (16) بالإبداع ، وليست تكون من شيء (17) وتفسد (18) إلى (19) شيء (20)، وإلا كانت تحتاج إلى هيولى أخرى ، فتكون تلك مقدمة (21) عليها ومشتركة (22).
وأما هل للطبيعيات مبدأ صورى مشترك بالنحو الأول ، فليس يوجد لها من الصور ما نتو همه (23) أنه ذلك (24) إلا الصورة (25) الجسمية. فإن (26) كان تصرف الأجسام (27) في الكون والفساد إنما يكون فيما وراء الصورة الجسمية حتى تكون (28) مثلا (29) الصورة الجسمية التي في الماء ، إذا استحال هواء ، باقية بعينها في الماء ، فيكون (30) للأجسام بعد مبدأ صورى على هذه الصفة مشترك لها بالعدد ووجد بعده (31) مبادئ صورية يخص (32) كل واحد منها (33) واحد (34) منها ، وإن (35) كان الأمر ليس كذلك ، بل إذا فسدت المائية فسدت الجسمية التي كانت لهيولاه في (36) فساد المائية ، وحدثت
Shafi 22