وفيها الحركة الخاصة ، وإن كان الشيء فى مكان كون الشيء مستحيلا ، وهو فى مكان ، فذلك (1) لا يوجب أن تكون الاستحالة استحالة مكانية ، وإن كانت فى مكان ولا غرضنا فى أن الحركة فى كذا معناه ، والمتحرك فى كذا (2)، بل على ما علمت.

وأما مقولة الجدة ، فإنى إلى هذه الغاية لم أتحققها. والذي يقال إن هذه المقولة تدل على نسبة الجسم إلى ما يشمله ويلزمه فى الانتقال ، فيكون تبدل هذه النسبة على الوجه الأول إنما (3) هو فى السطح الحاوى وفى المكان فلا يكون فيها على ما أظن لذاتها وأولا حركة.

وأما مقولة أن (4) يفعل وأن (5) ينفعل ، فربما ظن أن (6) فيهما حركة من وجوه. من ذلك أن الشيء يكون لا يفعل (7) ولا ينفعل (8)، ثم يتدرج يسيرا يسيرا إلى أن يصير يفعل أو ينفعل ، فيكون أن يفعل وأن ينفعل غاية لذلك التدرج ، مثل السواد فإنه غاية للتسود (9)، فظن (10) أن فى هاتين المقولتين حركة وأيضا فإنه قد يتغير الشيء من أن لا يكون ينفعل (11) بالجزء أو يفعله إلى أن ينفعل بالجزء أو يفعله ، ويكون ذلك قليلا قليلا فيظن أن ذلك حركة. وايضا فإن الانفعال قد (12) يكون بطيئا فيتدرج (13) يسيرا يسيرا إلى أن يسرع ويشتد وبالعكس فيظن أن ذلك حركة إلى السرعة. فأقول. أما الوجه الأول فلا تكون الحركة فيه فى الفعل (14) والانفعال ، بل فى اكتساب الهيئة والصورة التي بها يصح (15) أن يصدر الفعل أو الانفعال (16). وأما الوجه الثاني فيحله (17) ما سنبين بعد ، من (18) أنه لا سبيل إلى أن يتصل السبيل من تبرد إلى تسخن أو تبريد إلى تسخين إلا بانقطاع (19) وتخلل وقفه (20). وأما الوجه الثالث فلا أعنف (21) من يجعل الاستحالة من السرعة بالقوة إلى سرعة (22) بالفعل يسيرا يسيرا حركة ، وهو استكمال لما بالقوة من حيث هو القوة. لكن ذلك فى السرعة والبطء ، وليسا (23) بحركتين ولا فعلين ولا انفعالين ، بل عارضين وكيفيتين وهيئتين لها أو لفعل (24) أو لانفعال (25). وبالجملة لا يجوز أن يكون فى طبيعة أن ينفعل وأن يفعل حركة على سبيل ما تقال الحركة فى المقولة ، فإنه إن جاز أن يكون انتقال من التبرد إلى التسخن يسيرا يسيرا ، فلا يخلو إما أن يكون ذلك

Shafi 106