Halittar sarari da lalacewa daga littafin Shifa
الكون والفساد من كتاب الشفاء
Nau'ikan
فالحركات المستديرة السماوية المقربة لقوى الأجرام العالية والمبعدتها هى أسباب أولى إلى الكون والفساد. وعوداتها، لا محالة، أسباب لعود أدوار الكون والفساد. والحركة الحافظة لنظام الأدوار والعودات، الواصلة بينها، والمسرعة بما لو ترك لأبطأ ولم يعدل تأثيره، هى الحركة الأولى. ونشرح هذا المعنى فنقول:
إنه لو لم يكن للكواكب حركة فى الميل لكان التأثير يختص ببقعة واحدة على جهة واحدة،فيخلو ما يبعد عنها، ويتشابه فيها ما يقرب منها. فيكون السلطان هناك لكيفية واحدة يوجبها ذلك الكوكب؛ فإن كانت حارة أفنت مواد الرطوبات، وأحالت الأجسام التى تحاذيها الكواكب إلى النارية فقط، ولم يكن مزاج به تتكون الكائنات الهوائية، ولم يثبت شىء من النباتية ثباتا يعتد به؛ بل صار حظ ما يحاذيه الكوكب فى الغالب كيفية، وحظ ما لا يحاذيه فى الغالب كيفية مضادة لها، وحظ المتوسط فى الغالب كيفية متوسطة. فيكون فى موضع ميل صيف شديد دائم، وفى آخر ميل شتاء شديد دائم، وفى آخر ربيع دائم أو خريف دائم. وفى ميل الربيع والخريف لا يتم النضج، وفى الشتاء تكون النهوة النهوءة ، وفى دوام الصيف الاحتراق.
وعلى هذا، فيجب أن تعتبر حال الكيفيات الأخرى، والقوى الأخرى:
ولو لم تكن عودات متتالية، وكان الكوكب يتحرك حركته البطيئة بميل، أو بغير ميل، لكان الميل قليل الغناء والتأثير، شديد الإفراط لا يتدارك بالضد المخالط، وكان التأثير مقيما فى بقعة صغيرة مدة طويلة لا يدور فى البقاع كلها، إلا فى مدد متراخية، وكان يعرض أيضا قريب مما يعرض، لو لم يكن مثل ما ذكرناه.
Shafi 193