Ilahiyat daga Littafin Shifa

Ibn Sina d. 428 AH
167

Ilahiyat daga Littafin Shifa

الالاهيات من كتاب الشفاء

Nau'ikan

والثلاثية سطحا والرباعية جسما، ولا يخلو إما أن تكون المادة لها مشتركة، أو تكون لكل واحد منها مادة أخرى، فإن كانت لها مادة واحدة فتصير المادة تارة نقطة، ثم تنقلب جسما، ثم تنقلب نقطة، وهذا مع استحالته يوجب أن لا يكون كون النقطة مبدأ للجسم أولى من أن يكون الجسم مبدأ للنقطة، بل ربما يكونان من الأمور المتعاقبة على موضوع واحد وإن كانت موادها مختلفة فلا توجد في مادة الثنائية وحدة، فلا تكون في المادة الثنائية ثنائية، ويلزم أن لا تكون هذه الأشياء البتة معا. وأما على مذهب التحقيق فليست النقطة موجودة إلا في الخط، الذي هو في السطح، الذي هو في الجسم، الذي هو في المادة، وليست النقطة مبدأ إلا بمعنى الطرف، وأما بالحقيقة فالجسم هو المبدأ، بمعنى أنه معروض له التناهي به. والعجب ممن جعل المبدأ الزيادة والنقصان، فجعل المضاف مبدأ، والمضاف هو أمر عارض لغيره من الموجودات ومتأخر عن كل شيء. ثك كيف يمكنهم أن يجعلوا في الوجود كثرة؟ فإن الوحدة الثانية التي توجد في الكثرة مضافة إلى الأولى إن كانت موجودة لذاتها، فبماذا تباين وحدة وحدة؟ واجب الوجود بذاته لا يتكثر ولا يباين شيئا إلا بالجوهر لا بالعدد، وإن جاءت بانقسام وحدة فليست الوحدة إلا مقدارا، وإن جاءت بسبب آخر فالوحدة لها علة موجودة في طبيعتها وليست من الأمور التي بذاتها ومن المبادئ التي توجد ولا سبب لها. ثم كيف جعلوا الوحدة والكثرة من الأضداد وقسموها إلى الخير والشر، فمنهم من ما إلى أن يجعل العدد من الخير لما فيه من الترتيب والتركيب والنظام، ومنهم من مال إلى أن يجعل الوحدة من الخير، فإذا كانت الوحدة من الخير، فكيف تولد من خير شر؟ وكيف صار ازدياد الخير شرا؟ وإن كانت الكثرة خيرا والوحدة شرا، فكيف حصل من ازدياد الشر خير؟ وكيف كان الأول والمبدأ شرا حتى صار الأفضل معلوما والأنقص علة؟ ومنهم من جعل العدد والوحدة من باب الخير، وجعل الشر هيولي، والهيولي إن كانت معلولة فيكون لها علة تستند إلى هيولي أو إلى صورة، فإن كانت تستند إلى هيولي فستقف على ما يقصد بالكلام، وإن كانت تستند إلى صورة فكيف يولد الخير الشر؟ وإن لم تكن معلولة فهي واجبة بذاتها، فإما أن تكون قابلة للإنقسام أو مجردة؛ فإن كانت قابلة للإنقسام في نفسها فهي مقدار مؤلف من آحاد على رأيهم، فهي أيضا من الخير؛ وإن كانت غير منقسمة في ذاتها فذاتها وحدانية، والوحدانية - بما هي وحدانية - خير؛ إذ ليس عندهم للخير معنى إلا كونه وحدة ونظاما من العدد، والوحدة أولى عندهم بذلك. فإن جعلوا كون الوحدة وحدة غير كونها خيرا انتقضت أصولهم كلها، وإن جعلوا الوحدانية خيرية لزم

Shafi 166