194

Shifa Gharam

شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Bugun

الأولى ١٤٢١هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٠م

Nau'ikan

Tarihi
﵁ فيشبه أنهم لما دخلوا الكعبة أغلقوا الباب واشتغلوا بالدعاء، فرأى: أسامة النبي ﷺ يدعو، ثم اشتغل أسامة في ناحية من نواحي البيت والنبي ﷺ في ناحية أخرى، وبلال قريب منه، ثم صلى النبي ﷺ فرآه بلال ﵁ لقربه منه، ولم يره أسامة لبعده واشتغاله بالدعاء، وكانت صلاته خفيفة فلم يرها أسامة لإغلاق الباب، مع بعده واشتغاله بالدعاء وجائز له نفيها عملا بظنه، وأما بلال فتحققها وأخبر بها، والله أعلم ... انتهى من شرح مسلم.
وقال في "المجموع" وهو "شرح المهذب": قال العلماء: الأخذ برواية بلال ﵁ في إثبات الصلاة أولى لأنه مثبت وقدم على النافي، فإن بلالا ﵁ كان قريبا من النبي ﷺ حين صلى معه، وراقبه في ذلك فرآه يصلي، وكان أسامة ﵁ متباعدا مشتغلا بالدعاء والباب مغلق ولم ير الصلاة، فوجب الأخذ برواية بلال ﵁، لأنه معه زيادة علم ... انتهى.
وقال المحب الطبري: وقد اختلف بلال وأسامة ﵄ في صلاة النبي ﷺ في البيت، وحكم العلماء بترجيح حديث بلال، لأنه أثبت، وضبط ما لم يضبطه أسامة ﵁ والمثبت مقدم على النافي، ثم قال: ويحتمل أن يكون أسامة غاب عنه بعد دخوله لحاجة فلم يشهد صلاته.
وقد روى ابن المنذر عن أسامة ﵁ قال: إن النبي ﷺ رأي صورا في الكعبة، فكنت آتيه بماء في الدلو يضرب به الصور.
فأخبر أنه كان خرج لنقل الماء، وكان ذلك في يوم الفتح، وصلاته ﷺ في الكعبة إنما كانت يوم الفتح لا في حجة الوداع. وقال أبو حاتم بن حبان: والأشبه عندي أن يحتمل الخبران على دخولين متغايرين أحدهما: يوم الفتح وصلى فيه. والآخر: في حجة الوداع ولم يصل فيه من غير أن يكون بينهما تضاد ... انتهى.
وقال القاضي عز الدين بن جماعة في هذا المعنى فيما أخبرني به خالي عنه: قال يعني أحمد بن حنبل حدثنا هشيم، قال: أنبأنا عبد الملك، عن عطاء، قال: قال أسامة بن زيد ﵄ دخلت مع رسول الله ﷺ البيت فجلس فحمد الله وأثنى عليه، وكبر، وهلل، وخرج ولم يصل، ثم دخلت معه في اليوم الثاني، فقام ودعا، ثم صلى ركعتين، ثم خرج فصلى ركعتين خارجا من البيت مستقبل وجه الكعبة، ثم انصرف وقال: هذه القبلة.
وكذلك رواه أحمد بن منيع في مسنده، والدارقطني وغيرهم، وهو كلام شاف كاف في الجمع بين الأحاديث، فنحمد الله على التوفيق للجمع به، فإن ذلك من أجلّ الفوائد.

1 / 198