البديع، الذي هو عبارة عن أن يتجنب المتكلم في كلامه حرفًا أو حروفًا من حروف الهجاء أو جميع الحروف المعجمة أو المهملة؛ كما فعل الحريري في المقامة السمرقندية، حيث أتى فيها بخطبة بديعة كلها عاطلة، فإن ذلك لا ينطبق عليه حد الاكتفاء بل هو قريب منه، وإنما مراده إيجاز الحذف كما صرح به الشيخ صفي الدين الحلي في شرح بديعتيه، فإن الإيجاز على ضربين: إيجاز قصر، وهو اختصار الألفاظ بدون حذف، والإتيان بمعان بألفاظ يسيرة، كقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةُ). وإيجاز حذف. قال ابن أبي الإصبع: وتبعه عليه الحلي وهو حذف بعض الألفاظ لدلالة الباقي عليه؛ كقوله تعالى: (وأسألِ القَرْيَةَ) أي أهل القرية وقول الشاعر:
ورأيتُ زوجَك في الوغَى ... متقلدًا سيفًا ورمحَا
أي ومعتقلًا رمحًا. وقول عبيد الراعي النميري:
1 / 24