الفصل السادس فصل فى لنضج والنهوة والنهوءة والعفونة والاحتراق
فنقول إن النضج إحالة من الحرارة للجسم ذى الرطوبة إلى موافقة الغاية المقصودة. وهذا على أصناف: منه نضج نوع الشىء، ومنه نضج الغذاء، ومنه نضج الفضل. وقد يقال لما كان بالصناعة أيضا نضج.
فأما نضج نوع الشىءفمثل نضج الثمرة. والفعال لهذا النضج موجود فى جوهر النضيج، ويحيل رطوبته إلى قوام موافق للغاية المقصودة فى كونه. وإنما يتم، فيما يولد المثل، أن يصير بحيث يولد المثل.
وأما نضج الغذاء فليس هو على سبيل النضج الذى لنوع الشىء. وذلك لأن نضج الغذاء يفسد جوهر الغذاء، ويحيله إلى مشاكلة طبيعية المتغذى. وفاعل هذا النضج ليس موجودا فى جوهر ما ينضج؛ بل فى جوهر ما يستحيل إليه . لكنه مع ذلك إحالة من الحرارة للرطوبة إلى موافقة الغاية المقصودة التى هى إفادة بدل ما يتحلل. والاسم الخاص بهذا النضج هو الهضم.
Shafi 223