Waƙoƙi da Maƙiya
الشعر و الشعراء
Mai Buga Littafi
دار الحديث
Inda aka buga
القاهرة
فرحمهم الملك وعفا عنهم وردّهم إلى بلادهم، حتّى إذا كانوا على مسيرة يوم من تهامة، تكهنّ كاهنهم عوف بن ربيعة الأسدىّ، فقال: يا عباد [١] قالوا: لبّيك ربّنا! فقال: والغلّاب غير المغلّب [٢]، فى الإبل كأنها الرّبرب [٣]، لا يقلق [٤] رأسه الصّخب، هذا دمه يثعب، وهو غدا أول من يسلب. قالوا:
من هو ربّنا؟ قال: لولا تجيش نفس جايشه [٥] أنباتكم أنّه حجر ضاحيه.
فركبت بنو أسد كلّ صعب وذلول، فما أشرق لهم الضّحى حتّى انتهوا إلى حجر، فوجدوه نائما فذبحوه، وشدّوا على هجائنه فاستاقوها.
١٤٢* وكان امرؤ القيس طرده [٦] أبوه لمّا صنع فى الشعر بفاطمة ما صنع، وكان لها عاشقا، فطلبها زمانا فلم يصل إليها، وكان يطلب منها غرّة، حتّى كان منها يوم الغدير بدارة جلجل ما كان، فقال:
قفا نبك منّ ذكرى حبيب ومنزل [٧]
فلمّا بلغ ذلك حجرا أباه دعا مولى له يقال له ربيعة، فقال له: اقتل امرأ القيس وأتنى بعينيه، فذبح جوذرا فأتاه بعينيه، فندم حجر على ذلك، فقال:
أبيت اللّعن! إنى لم أقتله، قال: فأتنى به، فانطلق فإذا هو قد قال شعرا فى
[١] فى الأغانى والخزانة «يا عبادى» . [٢] فى الأغانى: «فقال: من الملك الأصهب، الغلاب غير المغلب» . [٣] الربرب: القطيع من بقر الوحش، لا واحد له من لفظه. [٤] ف س «لا يفلق» والأغانى «لا يعلق» . [٥] جاشت النفس: فاظت، وجاشت القدر: غلت. وجشأت النفس: ارتفعت ونهضت من حزن أو فزع. وهما متقاربا المعنى وكأنهما من المقلوب بتقديم حرف وتأخيره. وفى الأغانى «جاشيه» . وأثبت مصحح ل رواية الأغانى فى صلب الكتاب بدل رواية الأصلين. وهو تصرف غير جيد، لأن المعنى مقارب، فما فى الأصلين صحيح. [٦] س ب «اطرده» . [٧] هو صدر المعلقة المشهورة.
1 / 108