Waka Bunkasa Gargajiya
الشعر الشعبي الفولكلوري: دراسة ونماذج
Nau'ikan
ومنها بالطبع الحاجة والتوسل بالطبيب أو الحكيم الذي من مهامه إبراء وشفاء هذه العلل والأوجاع، التي عادة ما تستعصي على آلاف «الأطبة» والمطببين والحكماء.
فالطبيب هنا لا يتوقف دوره على إبراء وشفاء العلل الجسدية؛ من جروح غائرة، وأمراض مباشرة جسدية، بقدر ما يمتد طبه إلى تلك البلايا، التي يمكن أن نطلق عليها «روحية»، وكذا «نفسية»، التي لا بد أن يحدثها خصومه وأعداؤه المتحكمون في مسار الحياة والدنيا التي عادة ما تقلب كدولاب لتأتي بمن كان موقعه إلى الوراء أمام، والعكس، وكذا فهي تملك - أي الدنيا - قدرات التنكيل والإجهاز على من أرادت.
فالطبيب المداوي هنا ما هو سوى طبيب المبالي، أو من ابتلوا بالداءات المتعددة، لعل داءات وأمراض العشق
Love sickness ، وكذا أمراض «المخاواة»، والرفض إلى حد أقصى درجات القرف للواقع الماثل وتراكيبه الاجتماعية والطبقية السلطوية.
كما أنه طبيب يمتلك قدرات على المزيد من قهر مرضاه - من المبالي - بل والإجهاز عليهم قتلا واغتيالا، كما سيتضح من الأمثلة المرفقة.
وفي الموال التالي يتحدى العليل طبيبه، الذي وزع مراهمه ودواءه ولم يعطه، وهو لهذا لن يدني نفسه لأي «ندل»، حتى ولو كان حكيمه المداوي الذي سيجلب عليه الشفاء:
مر الطبيب يوم بالمرهم ولا ادانا
1
وانا جدع زين يا ناس لا اتحشر ولا ادانا
2
Shafi da ba'a sani ba