فهذا عبيدة بن هلال يقول:
ليس لنا في الأرض منه مهرب ... ولا السماء أين أين المذهب ... ويصرح قطري بخوفه من المهلب ويقول في بعض ما نسب إليه:
ولكن منينا بالمهلب إنه ... شجى قاتل في داخل الحلق منشب ويقول في موضع آخر:
ألم ترنا والله بالغ أمره ... ومن غالب الأقدار لا شك يغلب
رجعنا إلى الأهواز والخيل عكف ... على الخير، ما لم ترمنا بالمهلب ويقول أيضًا:
إن شجانا في الوغى المهلب ... إن الشعر والفروسية يبيحان تقدير المهلب والاعتراف بشجاعته وقدرته، كما فعل قطري في إنصاف المغيرة بن المهلب حين أثنى على شجاعته في النزال، ولكن هل تبيح الحرب بث الخوف في نفوس الأصحاب من المهلب، وهل من المعقول أن يكون كل هذا الشعر الذي يوحي بالتخاذل أمامه، واستساغة الهرب من وجهه، قد صدر عن الشعراء الخوارج؛ إنني أرى في هذا الشعر والقصص المرفق به ملحمة أزدية، من عمل القصاص؛ بل أعتقد أن كثيرًا من صور الخذلان التي نسبت إلى الخوارج إنما هي مزورة عليهم؛ إن كلمة " خارجي "
1 / 17