وأسكن بها الجنود العرب الذين كانوا بالبروقان١. وغزا طخارستان ففتح وأصاب سبيا٢. وفي سنة تسع عشرة ومائة هاجم الختل على الشاطئ الشرقي لنهر جيحون، مقابل بلخ، فاستعان أميرها بخاقان الترك، فأعانه، فأرسل الأمير إلى أسد يعلمه بقدوم خاقان، وينصحه بمغاردة بلاده لئلا يوقع الترك به، فتعاديه العرب. فعمل أسد بنصيحته، بعد تباطؤ، فقدم الأثقال، فقطعت النهر، وأدرك خاقان من تأخر من العرب، فقاتلهم، ثم عبر النهر إلى الضفة الغربية، وهاجم طليعتهم التي عسكرت بالأثقال في بطن واد، ونجا أسد هو ومن معه من المقاتلة بمشقة٣.
ولم يسكت خاقان عن أسد، فقد ذهب إلى المنطقة الشرقية من طخارستان ويقال: إن الحارث بن سريج استدعاه إليها، فأجلى أسد العرب من الجوزجان وأنزلهم ببلخ، وقاد بنفسه جيشا جرارا من أهل فلسطين، وقنسرين، وحمص، ودمشق، ومن الأزد، وربيعة، وتميم، ومن الجوزجان، وألحق بخاقان هزيمة ساحقة بعد جولات عديدة، وسبى وغنم. وبقي خاقان بفلوله في طخارستان مدة، ثم رجع إلى وطنه، ورحل معه الحارث بن سريج. وبعد رجوعه اغتاله رجل من أعوانه، وهو كورصول، فاختلف الترك وتشتتوا، وعاد أسد إلى بلخ٤.
ثم جدد أسد الإغارة على الختل، إذ وجه إليها مصعب بن عمرو الخزاعي، فقتل أميرها، وفرق جنوده في أوديتها، فامتلأت أيديهم بالغنائم والسبي٥.
وفي سنة عشرين ومائة توفي أسد ببلخ، فناب منابه جعفر بن حنظلة البهراني، فعمل أربعة أشهر، وفي السنة نفسها أعفى هشام بن عبد الملك خالد بن عبد الله القسري من ولاية العراق، وقلدها يوسف بن عمر الثقفي، فوكل حكم خراسان لجديع بن علي الكرماني الأزدي، فلم يرض هشام عنه، فأقصاه وعين عليها نصر ابن
_________
١ الطبري ٩: ١٥٩١، وابن الأثير ٥: ١٩٧.
٢ الطبري ٩: ١٥٩١، وابن الأثير ٥: ١٩٨
٣ الطبري ٩: ١٥٩٣
٤ الطبري ٩: ١٥٩٣
٥ الطبري ٩: ١٦٢٩.
1 / 36