Waƙoƙin Khurasan
الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي
Mai Buga Littafi
دار الجيل
Bugun
طبعة ثانية منقحة ١٤٠٩هـ
Shekarar Bugawa
١٩٨٩ م
Nau'ikan
إذا ثار الفساء بهم تغنوا ... ألم تربع على الدمن المثول
تظل لها ضبابات علينا ... موانع من مبيت أو مقيل
أرأيت إلى تهكمه بالعبديين حلفاء قومه؟ إنه يؤثر أن يقيم بين الجيف المتعفنة، على أن يقيم بين مزارع نخيلهم، توقيا من فسائهم الكثيف، وروائحه الكريهة التي تطرد الطارق لهم، والوافد عليهم طردا، فلا يأمل في الاستراحة وقت الهاجرة عندهم، ولا يرجو قضاء ليلة بينهم!
بل إنه شكا تقاعس بعض العشائر اليمنية، وتذمر من أنها أصبحت عبئا يثقل كاهل الأزد، وحث يزيد بن المهلب على الاستغناء عنها، وعلى اسقاط عبد القيس معها، وفي ذلك يقول١:
لا ترجون هنائيا لصالحة ... واجعلهم وهدادا أسوة الحمر٢
حيان ما لهما في الأزد مأثرة ... غير النواكة والإفراط في الهذر٣
واجعل لكيزا وراء الناس كلهم ... أهل الفساء وأهل النتن والقذر
قوم علينا ضباب من فسائهم ... حتى ترانا له ميدا من السكر٤
أبلغ يزيدا بأنا ليس ينفعنا ... عيش رغيد ولا شيء من العطر
حتى تحل لكيزا فوق مدرجة ... من الرياح على الأحياء من مضر٥
ليأخذوا لنزار خط سبتها ... كما أخذنا بخط الحلف والصهر
ويقول في بكر موبخا لرجالها الذين يقبلون سيادة أغنيائهم عليهم، لا أهل
١ الأغاني ١٤: ٢٩٠.
٢ هناء: حي من طيء: وهداد: حي من اليمن.
٣ النواكة: الحمق. والهذر: سقط الكلام.
٤ الميد: جمع مائد، وهو المترنح من السكر.
٥ لكيز: حي من عبد القيس، والمدرجة: الطريق.
1 / 252