ثم جاراهم في هذا المضمار غيرهم فاتجه الزجل اتجاهات لا تحصى حتى بلغ ما وصل إليه الآن، وتسنم مع رشيد نخلة القمة الفنية العليا، فكان ميسترال لبنان حقا، فهو رافع العامية إلى مرتبة الفصحى البليغة، وقد ضاهى الموشحات في تنويع هذا الشعر.
إن رشيد نخلة شاعر فصيح أولا، وقد قال الشعر في تعبير صحيح، ولكنه عمل بقول المثل المشهور: الأول في ضيعتي ولا الثاني في رومية، وهكذا كان.
كثيرا ما أسمع الناس يعزون إلى الرشيد هذين البيتين:
قلبي وعيني ضعاف من غير شي
وبكل يوم بيفتحوا ورشي
العين تهوى كلما شافت
والقلب لاحقها على الطحشي
قد كنت ظننت أن الرشيد أخذهما من قول المرحوم دعبل، وأخرجهما بأسلوبه العامر باللون والتعبير المحليين، فزادهما حبا، كما يظهر للمتأمل حين يعارضهما بقول الخزاعي:
لا تأخذا بظلامتي أحدا
قلبي وطرفي في دمي اشتركا
Shafi da ba'a sani ba