Sheikh Muhammad ibn Abd al-Wahhab in the Eyes of Eastern and Western Scholars
الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب
Mai Buga Littafi
*
Lambar Fassara
١٤٠٠هـ
Shekarar Bugawa
١٩٨٠م
Nau'ikan
إن الظروف الحرجة التي يجتازها العالم الإسلامي تتطلب من كل مفكر مخلص سواء كان مربيًا أو صحفيًا أو أديبًا أو غير ذلك أن يكون عالمًا بهذا السلاح الإعلامي وذلك من أجل تعبئة المسلمين كيلا يتأثروا به سواء كان ملحدًا أو انحلاليًا أو غير ذلك، وكل ذلك مفقود الآن على الغالب مع شدة الحاجة إليه.
لقد كان جديرًا بالمسلمين أن يكونوا سباقين لأسلحة الإعلام المشروعة، فما القرآن العظيم إلا كتاب ألهي رائع سبق أرقى الأساليب الغربية باستخدامه الأسلوب القصصي والأدبي ولجوئه للدعاية بطريقة مباشرة وغير مباشرة، والأمثلة كثيرة منها كسبه للفرص كي ينشر دعوته، مثل ما جاء في قصة يوسف ﵇ حينما سأله السجينان عن تفسير رؤياهما، فاغتنم فرصة انتباههما، فسرد عليهما مبادئ التوحيد في قول الله تعالى:
﴿قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ...﴾ .
وما الحديث النبوي إلا ملاحق وبيان للقرآن بأساليب إعلامية رائعة، وما السنة إلا تطبيق عملي للإعلام القرآني والنبوي بأسلوب جميل ومثير ومشوق، في سلوك الرسول "ﷺ" مما أدهش أكثر الكفار فدخلوا في دين الله أفواجًا.
وقد كانت كتبه ﷺ للملوك والأمراء يدعوهم للإسلام حدثًا إعلاميًا عظيمًا يدل على مبلغ اهتمامه بنشر الدعوة. وقد استغرب بعضهم إرساله الكتب
1 / 133