Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons
دروس الشيخ عبد الحي يوسف
Nau'ikan
خطر النميمة
النميمة من كبائر الذنوب؛ لأنها مؤدية إلى فساد ذات البين، وقد قال رسول الله ﷺ: (ألا أدلكم على ما هو أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين).
فالنميمة سبب في حلق الدين؛ لأنها تفسد ذات بين المسلمين، وقد قال الله ﷿: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ [الأنفال:١] وقال: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء:١١٤].
فالنمّام مرتكب كبيرة، وقد قال الله ﷿: ﴿وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾ [القلم:١٠ - ١٢]، قال بعض أهل التفسير: قلَّ أن تجد نمامًا إلا وهو -والعياذ بالله- ولد زنا، واستدل بهذه الآية، فإن الله تعالى قال بعد هذه الأوصاف: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ [القلم:١٣]، والزنيم: هو الذي لا نسب له يعرف، وهو ابن السفاح والعياذ بالله! ولا يلزم ما قالوه على كل نمام، لكن الشاهد أن النمام نادى على نفسه بأنه شخص غير سوي.
قال أهل العلم: وقلَّ أن تجد إنسانًا إلا وهو يمقت النمام حتى وإن نقل إليه ما يقول الناس فيه، فسامعه في قرارة نفسه يبغض هذا الناقل ويكرهه، لأنه نقل إليه ما يؤذيه.
2 / 7