Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons
دروس الشيخ عبد الحي يوسف
Nau'ikan
سبب نزول قوله تعالى: (أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل)
الآية الثامنة بعد المائة: قول الله ﷿: ﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ﴾ [البقرة:١٠٨].
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قال: رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله ﷺ: (يا محمد ائتنا بكتاب ينزل عليك من السماء نقرؤه، أو فجر لنا أنهارًا؛ نتبعك ونصدقك، فأنزل الله ﷿ هذه الآية).
فالكفار كانوا يقترحون الآيات، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا * وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا﴾ [الإسراء:٨٩ - ٩٢]، أي: قطعًا ﴿أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا﴾ [الإسراء:٩٢] أي: أمامنا ﴿أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ﴾ [الإسراء:٩٣] أي: من ذهب ﴿أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُه﴾ [الإسراء:٩٣] هذه كانت اقتراحات المشركين، فأجابهم الله ﷿ بقوله: ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا﴾ [الإسراء:٩٣].
فهذان الرجلان يطلبان من النبي ﷺ أن يأتي بكتاب من السماء ليقرءوه، أو يفجر لهم أنهارًا، فالله ﷿ عاب عليهم ذلك فقال: ﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [البقرة:١٠٨].
12 / 6