الأحد 17 رمضان/2 يوليو
بين المظاهر والحقائق
من لم تشغله الحقائق عني بالصور، ومن أعوزته المعاني دار مع الألفاظ، ومن لم تستأثر به عظائم الأمور شغلته صغائرها، ومن لم يعتد بعلم أو خلق أو عمل نافع، أولع باللباس والزينة والأثاث والمال. وهكذا تستطيع أن تعدد الأمثال، وتوالي القول على هذا المنوال.
ومن أجل ذلك كان العلماء والصالحون والأخيار في شغل بعلومهم وأعمالهم من العناية بالصورة، وفي كلف برعاية الباطن يصرفهم عن رعاية الظاهر.
وليس عيبا أن يجمع الإنسان بين الحقيقة والصورة، وبين الظاهر والباطن، وبين جمال النفس وزينة الجسم. ولكن العيب أن يركن إلى الصور والظواهر، ويستهين بالحقائق والبواطن.
أثار في نفسي هذه الفكر أني سمعت الليلة محدثا في إذاعة لندن يصف دار جريدة التايمس، وناهيك بالتايمس صيتا وسلطانا، وغنى ومكانة في المشرق والمغرب. وصف هذا المحدث دار التايمس فقال: إنها دار عتيقة موصل بعضها ببعض، يسير زائرها في طرق ملتوية، ويمر بأبواب قديمة، ولا يجد أبهة في مجالس الكتاب والمديرين، ولا زينة في أثاثهم.
قلت: اكتفوا بالحقائق الجليلة الغنية عن العناية بالمظاهر والتجمل بالبناء والأثاث.
الإثنين 18 رمضان/3 يوليو
المحاربة بالخنافس
سمعت الليلة في إذاعة لندن أن حكومة ألمانيا الشرقية الخاضعة للروس تتهم الولايات المتحدة بأنها تلقي من طائراتها ضربا من الخنافس، اسمه «خنافس كلورادو» وهي من أشد آفات البطاطس.
Shafi da ba'a sani ba