تأليف
عبد الوهاب عزام
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
وبعد فقد باعدت الأسفار بيني وبين خزانة كتبي والخزائن التي كنت أستعين بها على التأليف في القاهرة، فلم يتيسر التأليف والنشر اللذان تعودتهما؛ فرأيت أن أثبت ما يخطر من خاطرات، وما يسنح من سانحات، وأن أسجل سلائل الفكر والوجدان، وأجمع حصائد العلم والتجارب، أصيد منها الشوارد، وأقيد الأوابد. وقلت: رب خطرة فتحت أبوابا، ورب فكرة سيرت الأقلام أحقابا.
وهذه الخطرات والفكر خلاصة أحداث الزمان، وتجارب الإنسان.
واقترحت على نفسي أن أقيد كل يوم فكرة عابرة، أو خطرة طائرة، وأن أمضي على هذا النحو حولا كاملا.
شرعت يوم الثلاثاء لثلاث وعشرين خلت من جمادى الآخرة سنة 1369 من الهجرة/الحادي عشر من نيسان 1950م في مدينة جدة من الحجاز. ودمت على هذا في تنقلي إلى مكة المشرفة والمدينة المنورة، وبلدان أخرى في الحجاز ونجد ثم في مصر والباكستان حتى انتهى العام الشمسي.
فالسانحات من أول يوم إلى يوم الأحد 22 شوال/6 آب كتبت في الجزيرة العربية، ومن اليوم التالي - يوم سفري إلى مصر - إلى أن ركبت الباخرة إلى الإسكندرية قاصدا باكستان يوم الجمعة 15 المحرم سنة 1370 كتبت في مصر.
ومخرت الباخرة عشرة أيام كتبت فيها سانحاتها بين البحر الأبيض وقناة السويس والبحر الأحمر وبحر العرب.
وبلغت كراچي يوم الإثنين 25 المحرم/6 تشرين الثاني، فما كتبت من هذا اليوم إلى العاشر من نيسان آخر العام فهو من خاطرات كراچي.
Shafi da ba'a sani ba