178

Shawahid Tawdih

شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

Editsa

الدكتور طَه مُحسِن

Mai Buga Littafi

مكتبة ابن تيمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٥ هـ

ومنها قول أبي شريح الخزاعي (٨٤٩) (سمعتْ أُذناي وأبصرت عيناي النبي ﷺ حين تكلم) (٨٥٠).
قلت: في هذا الحديث تنازعُ الفعلين مفعولا واحد!، وأيثار الثاني بالعمل، أعني "أبصرت". لأنه لو كان العمل ل "سمعتْ" لكان التقدير: سمعت أذناي النبي ﷺ. وكان يلزم على مراعاة الفصاحة أن يقال: "وأبصرته". فإذا أُخر المنصوب وهو مقدم في النية بقيت الهاء متصلة ب "أبصرتْ" ولم يجز حذفها. لأن حذفها يوهم غير المقصود.
فإن سُمعَ الحذفُ، مع العلم بأن العمل للأول، حكم بقبحه (٨٥١) وعُد من الضرورات.
ومن تنازع الفعلين وجعل العمل للثاني قوله تعالى [١٩و]: " ﴿آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا﴾ (٨٥٢).ً
وفي الحديث المذكور شاهد على أنه قد يتنازع منصوبًا واحدا فعلا فاعلين متباينين، فيستفاد من "سمعت اذناي وأبصرت عيناي النبي ﷺ " جواز: أطعم زيد وسقى محمَّد جعفرا.
وأكثر النحويين لا يعرفون هذا النوع من التنازع. ونظيره قول الشاعر (٨٥٣):
١٣٦ - أصبت سعادُ وأضنت زينب عمرا ... ولم ينل منهما عينا ولا أثرا

(٨٤٩) في صحيح البخاري ٨/ ١٣: العدوي. وهو الخزاعي نفسه. ينظر أُسد الغابة لابن الأثير ٥/ ٢٢٥ - ٢٢٦
(٨٥٠) الذْي ورد في صحيح البخاري ٨/ ١٣ "سمعتْ أُذناي وابصرت عيناي حين تكلم النبي
ﷺ ". ولم أقف على رواية ابن مالك في البخاري.
(٨٥١) ج: بفتحه. تصحبف.
(٨٥٢) الكهف ١٨/ ٩٦.
(٨٥٣) لم أقف على البيت في كتاب.

1 / 181