140

Shawahid Tawdih

شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

Editsa

الدكتور طَه مُحسِن

Mai Buga Littafi

مكتبة ابن تيمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٥ هـ

ومنها قول النبي ﷺ "أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليها، إن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم) (٦٠٤).
قلت: موضع الإشكال في هذا الحديث (٦٠٥) قوله "فخير تقدمونها إليها" فأنث
الضمير العائد على "الخير" وهو مذكر. فكان ينبغي أن يقول: فخير تقدمونها (٦٠٦) إليه.
لكن المذكر يجوز تأنيثه إذا أوِّل بمؤنث، كتأويل "الخير" الذي تقدم إليه النفس الصالحة بالرحمة أو بالحسنى أو باليسرى، كقوله تعالى ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى﴾ (٦٠٧)، وكقوله تعالى: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ (٦٠٨).
ومن إعطاء المذكر حكم المؤنث باعتبار التأويل قول النبى ﷺ في إحدى الروايتين (فإن في إحدى جناحيه دواءً والأخرى داء) (٦٠٩).
والجناح مذكر، ولكنه من الطائر بمنزلة اليد، فجاز تأنيثه مؤولًا بها.
ومن تأنيث المذكر لتأويله بمؤنث قول تعالى ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ (٦١٠)، فأنث عدد الأمثال وهي مذكرة لتأويلها بحسنات.

(٦٠٤) الحديث في صحيح البخاري ٢/ ١٥٣ وليس فيه لفظ" إليها " وهو موطن الإشكال عند ابن مالك. وجاء في فتح الباري ٣/ ٤٢٧ - ٤٢٨ بلفظ" تقدمونها إليها. ولا شاهد فيه هنا، وقال فيه الشارح ابن حجر (قوله: تقدمونها إليه، الضمير راجع إلى الخير باعتبار الثواب.
قال ابن مالك: روي: تقدمونها إليها. فأنث الضمير على تأويل الخير بالرحمة أو بالحسنى).
(٦٠٥) الحديث: ساقط من ب.
(٦٠٦) أب: قدمتموها. تحريف.
(٦٠٧) يونس ١٠/ ٢١.
(٦٠٨) الليل ٧/ ٩٢.
(٦٠٩) فى ب (... وفي الآخر دواشفا) تحريف. وفي أج "شذا"، بدلًا من" داء". وما أثبته من د.
وورد الحديث في صحيح البخاري ٤/ ١٥٨ بلفظ (فإن في إحدى جناحيه داء والاخرى
شفاء) وفي ٧/ ١٨١ (فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء). وفي نسخة في هذا الموضع
جاء بلفظ (إحدى جناحيه).
(٦١٠) الأنعام ٦/ ١٦٥.

1 / 143