فدهش عبد الرحمن، وقال: «كيف يكون ذلك يا سالمة؟ يظهر أنك تمزحين أو تدافعين بالباطل.»
قالت: «أقسم بالرب المعبود إنني أقول الصدق.»
فقال عبد الرحمن: «وكيف تكون ابنتك مخطوبة لرجل لا تعرفون له اسما ولا لقبا؟»
قالت: «أما لقبه، فإننا نعرفه.»
قال عبد الرحمن: «وما هو؟»
قالت: «يلقب بفاتح بلاد الإفرنج بالسيف ومؤيد الإسلام فيه بالحق والعدل.» •••
ففهم عبد الرحمن أنها تريده هو، إذ لا يصدق ذلك اللقب على سواه، ولذلك أراد أن يتحقق من ظنه، فقال وهو يتجاهل مرادها: «ومتى يكون الزواج؟ وأين؟»
قالت: «يجوز الزواج في أي وقت يريده الخطيب، ولكنه لا يكون إلا وراء نهر لوار.»
قالت ذلك وهي تنظر إلى عبد الرحمن نظرة استفهام، كأنها تقول له: «هل فهمت من هو؟»
الفصل الثاني عشر
Shafi da ba'a sani ba