Sharl da Abdurrahman

Jurji Zaydan d. 1331 AH
128

Sharl da Abdurrahman

شارل وعبد الرحمن

Nau'ikan

قالت: «لم أشاهد غير بعض الخدم ممن تعودوا خدمتها.»

قال: «هل كان بينهم عدلان الأحول؟»

قالت: «نعم وكان قد مضى علي مدة لم أشاهده.»

فلما قالت ذلك تبادل عبد الرحمن وهانئ نظرتين تفاهما بهما، فتحققا أن عدلان ، بعد أن رمى حسانا بالنبال، جاء إلى ميمونة وحرضها على الذهاب إلى أبيها خوفا من انكشاف أمرها.

الفصل التاسع والستون

هانئ ومريم

وكانت مريم تنظر إلى هانئ وتتوسم في وجهه خبرا، وخاصة بعد تلك الأسئلة، وكانت القهرمانة قد خرجت ولم يبق هناك غير مريم والأميرين فنظرت مريم إلى هانئ نظرة فيها غنى عن كل حديث ففهم أنها تسأله عما يكتمانه، فالتفت إلى عبد الرحمن، فرآه مستغرقا في التفكير فقال له: «الأرجح أن تلك الخائنة علمت بافتضاح أمرها ففرت إلى أبيها، ولكنها لن تنجو من حد هذا السيف بإذن الله.»

فبغتت مريم لما سمعته؛ لأنه يناقض اعتقادها في ميمونة وظهرت البغتة على وجهها بما تصاعد إليه من الدم، وأبرقت عيناها والتفتت إلى هانئ وسألته قائلة: «وما الذي حدث حتى استوجبت هذه المسكينة غضب الأمير، وعهدي أنها من أشد الناس غيرة وأصفاهم سريرة؟»

فالتفت هانئ إلى عبد الرحمن وقال: «هل تأذن لي بذلك الكتاب؟»

فاستاء عبد الرحمن من تسرع هانئ في طلب الكتاب؛ لأنه لم يكن ينوي إطلاع مريم عليه خوفا من قلقها على والدتها، ولم يبد استياءه مراعاة لإحساس هانئ، ولكنه أنكر الكتاب وتظاهر أنه لا يعرف مكانه فازدادت مريم قلقا واضطرابا، وسبق إلى خاطرها أن لذلك التكتم سببا يسوءها ذكره، ولم يخطر ببالها شيء غير والدتها، فصاحت بلغتها المعهودة ولم تستطع إمساك عواطفها: «ما الذي تكتمانه عني؟ هل أصاب والدتي شغ (شر)؟ أين هي؟» قالت ذلك وأجهشت بالبكاء.

Shafi da ba'a sani ba