Sharkh Bukhnir akan Madhabin Darwin
شرح بخنر على مذهب دارون
Nau'ikan
تلك آثارنا تدل علينا
فانظروا بعدنا إلى الآثار
ولقد رأى الناس هذه الآثار في كل زمان ومكان، ولكنهم لم يدركوا حقيقتها، فاعتبروها من فلتات الطبيعة التي راق لها في زعمهم أن ترسم صور الأحياء في باطن الحجارة. وكانوا في الأعصر الوسطى يعتبرون العظام الهائلة التي وجدت في أماكن متفرقة - وهي عظام الفيلة الأولى والحيوان المعروف بالمستودنت
1 - أنها بقايا من طوائف الجبابرة، الذين كانوا في اعتقادهم يأهلون الأرض زمانا طويلا قبل الإنسان.
إلا أن بعض ذوي العقول الراجحة والأفكار الثاقبة السابقين عصرهم قد أدركوا الحقيقة منذ القديم، فإن الفيلسوف اليوناني «أكزينوفانوس» من «كولوفنس» العدو الألد لآلهة اليونان، وأبو الفلسفة الآلياوية
2
عرف الأحافير منذ 2400 سنة بما هي حقيقة، فعرف أنها بقايا حيوانات ونباتات كانت حية في الماضي. واستدل من وجود أصداف بحرية على الجبال، ومن انطباع صور السمك والفقم في حجار مقالع أزمير وباروس وسيراقوس أن الماء كان يغطي هذه الأماكن سابقا.
غير أن مثل هذه الأقوال الصائبة المتفرقة هنا وهناك، والصادرة من مثل أولئك النوابغ لم يكن يمكن التعويل عليها، وإن كانت جليلة بحد نفسها؛ لعدم ارتباطها بما تعز به من المعلومات، التي لم تدرك إلا قليلا قليلا وبالتتابع. والحقائق الراسخة المعلومة كانت دون ما يلزم لأن يبنى عليها تعليم مطابق للصحة، ولم يتيسر ذلك إلا في أوائل هذا القرن وأواخر القرن الماضي، حيث قام العالم الطبيعي الشهير «كوفيه» ووضع أساس علم البالنتولوجية؛ أي علم الأحياء الأولى. ولا يخفى كم لا يزال هذا العلم الحديث ناقصا، ولكنه لا يخفى أيضا كم ينتظر منه، ولنا شاهد على ذلك من كلام «أغاسيز» حيث يقول:
لا يعرف كم اقتضى من العناء والصبر لتأييد هذه المسألة البسيطة؛ وهي أن الأحافير أو الآثار المتحجرة هي في الحقيقة بقايا حيوانات ونباتات، كانت سابقا حية على الأرض إلا الواقفون على تاريخ العلم. إذ لزم أولا أن يبين أن الأحافير ليست من خرب الطوفان؛ لأن هذا المذهب كان المعول عليه زمانا طويلا، فالبالنتولوجية لم تؤسس على قاعدة إلا من حين ما بين كوفيه أن هذه البقايا هي بقايا حيوانات قد انقرضت، ومع ذلك فكم لا يزال يعرض لنا من المسائل التي ننتظر حلها.
فهذه المسائل التي يشير أجاسيز إليها يشتغل العلم الحديث بحلها. ومما يسهل هذه الغاية اليوم الاكتشافات الصادرة عن مد السكك الحديدية، وخرق الجبال، وفتح المقالع، وتخطيط الطرق، وبناء المدن، وحفر الآبار والاستقصاء في البلدان البعيدة ... إلى غير ذلك مما هو الآن أكثر منه في الماضي. ولعدم إدراك هذه الأشياء في الماضي إدراكا صحيحا كان إذا وجد شيء منها لا يعبأ به أو عد من الخوارق.
Shafi da ba'a sani ba