Sharhin Asalin Kafi
شرح أصول الكافي
Bincike
علي عاشور
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1421 AH
Nau'ikan
تهملوا شيئا من دقائق التواضع له كما وجب عليكم ذلك لأبيكم الجسماني بل ينبغي أن يكون التواضع له أبلغ وأكمل لأن النسبة بينهما مثل النسبة بين الروح والبدن، ولذلك قال بعض الحكماء:
حق المعلم الرباني والمربي الروحاني على المتعلم أعظم وأولى من حق أبيه الجسماني، وقال بعض الأكابر: العلماء أرحم بامة محمد (صلى الله عليه وآله) من آبائهم وامهاتهم، قيل: فكيف ذلك؟ قال: لأن آباءهم وامهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا والعلماء يحفظونهم من نار الآخرة (1) وقيل لإسكندر: ما بالك تحب معلمك أكثر مما تحب أبيك؟ فقال: لأن معلمي سبب حياتي الروحانية الاخروية، وأبي وسيلة حياتي الجسمانية الدنيوية. وأيضا الغرض من هبوط النفس إلى هذا العالم هو استكمالها بالعلوم الإلهية واكتسابها للمعارف اليقينية الموجبة للقرب من الحضرة الربوبية والطيران إليه بأجنحة الكمال والجلوس على بساط العزة والجلال وذلك الغرض لا تتحصل بدون التعليم والتعلم المتوقفين على الاجتماع والتودد والتآلف والتعطف، وهذه الامور لا يتحصل بدون التواضع من المعلم والمتعلم، ولو وقع الطيش والخشونة وضد التواضع لبطلت الالفة ووقعت الفرقة وفات الغرض، فلذلك أمر (عليه السلام) كل واحد منهما بالتواضع لصاحبه حملا لهما على ما يعين في تحصيل ذلك الغرض ومنعا لهما عما يوجب فواته، ثم نهاهما عن التكبر والتجبر عموما بالنسبة إلى جميع الخلائق بقوله:
(ولا تكونوا علماء جبارين) فيه مبالغة للنهي لا نهي للمبالغة، فلا يرد أن ليس فيه نهي عن التجبر رأسا:
(فيذهب) منصوب بتقدير «أن» أي يذهب:
(باطلكم) أي تجبركم، سماه باطلا; لأنه من الصفات المختصة بالله تعالى، فهو حق له وباطل في غيره ممن ادعاه لنفسه.
(بحقكم) الباء للتعدية، وحقوق العالم كثيرة تعجز عن الإحاطة بها قلوب العارفين، وعن بيان
Shafi 66