Sharh Thalathat al-Usul by Khalid al-Muslih
شرح ثلاثة الأصول لخالد المصلح
Nau'ikan
معرفة الله بآياته ومخلوقاته
ثم قال: (فَإِذَا قِيلَ لَكَ: بمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟ فَقُلْ: بآياته ومخلوقاته) .
هذا فيه الاستدلال على ربوبية الله ﷾، واعلم أن الله ﷾ قد أقام الأدلة الدالة على ربوبيته ﷾، وأنه رب العالمين، أقامها بأنواعٍ مختلفة وصور متعددة في السموات والأرض والأنفس، فالآيات الدالة على ربوبية الله جل وعلا لا حصر لها.
وفي كل شيءٍ له آية تدل على أنه واحد فآيات الله ﷾ الدالة على ربوبيته واستحقاقه للعبادة دون غيره كثيرة لا حصر لها، وإنما ذكر المؤلف ﵀ بعض الآيات فقال: (بآياته ومخلوقاته)، والآيات هنا الظاهر أن المراد بها الآيات الخلقية الكونية.
واعلم أن الآيات نوعان: آيات كونية خلقية، وآيات شرعية أمرية، فالآيات الشرعية هي ما تضمنته الشريعة من آيات الكتاب المبين، وما جاء في التوراة والإنجيل في الأمم السابقة، أما هذه الأمة فالآيات الشرعية لها هي ما في كتاب الله ﷿، والآيات الكونية هي العلامات الدالة على الخالق ﷾، وهي متنوعة كثيرة.
وقوله: (ومخلوقاته) هل هذا من عطف الشيء على نفسه أم من عطف المتغايرات؟ الظاهر أنه من عطف الشيء على نفسه لا من عطف المتغايرات؛ لأن المخلوقات آيات، فكل مخلوق من مخلوقات الله ﷿ يدل على عظمة من خلقه ﷾، فهذا عطف تنويع.
2 / 5