الكلمات دالة على الثناء بالكفاية والصحبة والاصطحاب والصفا والفتوة والرواية والثبات والحماية والسمو، ونحو ذلك قوله: ويجيء الرمز. لما فرغ من الرموز الحرفية والكلمية أخذ في بيان فروعهما في كتابه، ثم ذكر مصطلحه فقال ويجيء الرمز: يعني من الكلمى والحرفي بعد حرف القراءة وقبله كما سيأتي في البيت الآتي بعد.
قبل وبعد وبلفظ اغنى ... عن قيده عند اتضاح المعنى
مثاله بعد الحرف وهو الغالب قوله:
من الحرفى وأزال في أزل ... فوز وآدم انتصاب الرفع دل
ومن الكلمى ينزل خف حق، وقوله: والغيث مع منزلها حق شفا، ومن الكلمى والحرفي جميعا: مالك نل ظلا روى، وقوله ويكتمون حبر صف، وقوله وكسر حج عن شفا، ومثاله قبل الحرف في الحرفي قوله: وصف يمسك خف، وفي الكلمى وعم يرتدد ومنهما جميعا ودم رضا حلا الذي يبشر قوله: (وبلفظ أغنى الخ) يعنى أنه ربما يلفظ بالقراءة في بعض المواضع من غير تقييد وذلك حيث المعنى وأمن اللبس إما بالوزن أو بالخط أو بهما فتارة يلفظ بإحداهما ولا يقيد الأخرى لشهرتها كقوله: مالك نل ظلا، روى السراط مع سراط زن خلفا غلا كيف وقع وتارة يلفظ بإحداهما ويقيد الأخرى كقوله: تفجر الأولى كتقتل ظبا، وتارة بلفظ بالقراءتين معا من غير تقييد لواحدة منهما، كقوله وما يخادعون يخدعون كنز ثوى، وتارة يلفظ بالقراءتين ويقيد بعض الأخرى كقوله: وفي وطأ وطاء واكسر أحزكم (1).
وأكتفي بضدها عن ضد ... كالحذف والجزم وهمز مد
يعني أنه إذا كان قيد القراءة ضد للقيد الآخر فإنه يكتفي بذكر أحدهما عن الآخر للاختصار فإن الضدين يدل على الآخر كالحذف مثلا، فإن ضده الإثبات وبالعكس؛ وفي معنى الإثبات قوله زد، وفي معنى الحذف قوله دع، وكالجزم
Shafi 23