52

الباب الثاني من كتاب توحيد الصدوق رضي الله عنه في التوحيد ونفي التشبيه

قال بعض أهل المعرفة:

[1] اعلم، ان التوحيد، هو التعمل في حصول العلم- في نفس الإنسان [2] الطالب- بأن الله الذي أوجده، واحد لا شريك له في الألوهية قال تعالى: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا [3] ، وقد وجد الصلاح وهو بقاء العالم ووجوده، فدل على أن الموجد له، لو لم يكن واحدا، ما صح وجود العالم.

هذا دليل الحق فيه على واحديته [4] وطابق الدليل العقلي في ذلك ولو كان غير هذا من الأدلة، أدل منه، لعدل إليه وجاء به.

وقد تكلف قوم في الدلالة عليه بطريق آخر وقدحوا في هذه الدلالة فجمعوا:

بين الجهل فيما نصبه «الحق» دليلا على واحديته [5] وبين سوء الأدب: فأما جهلهم،

Shafi 67