Sharhin Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Nau'ikan
والثالثة، وهي قوله: «وأحصاها حفظه» للإحاطة القيومية الإمساكية؛
والرابعة، وهي قوله: «لم تعزب عنه» للإحاطة النورية الإلهية؛
وعلى هذا، يمكن أن يكون استدراكا للسوابق على الإجمال، وأن يكون الاولى استدراكا لجملة «لم يحلل فيها»، والثانية والثالثة لجملة «لم ينأ عنها» والرابعة لجملة «لم يخل منها»
فحاصل الجمل الاستدراكية والمستدركة منها هو أن الله تعالى مع كل شيء [1] لا بمقارنة حلول أو اتحاد، أو أن يكون سنخا للأشياء حتى يكون في كل شيء جزءا منه كما يقولون: ان في آدم عليه السلام جزءا من الألوهية على ما يزعمه العادلون بالله، بل معيته للأشياء إنما هو بكونه محيطا بها علما لأنه أحاط بكل شيء علما؛
وكذا هو سبحانه لم يبعد عن الأشياء: لأنه أحكم صنعها وخلقها [2] وهو علة كل شيء وأي شيء أقرب إلى الشيء من علته، إذ هو مذوت ذاته، فهو أقرب إلى الذات من الذات؛ ولأنه أحصى كل شيء بقيوميته [3] ، وأمسكه بحفظه، حيث قامت به السماوات إلى الأرض السابعة، وببقائه بقيت النشئات الوجودية؛ فمعنى «أحصاها حفظه»: إما ما قلنا، لأن الحافظ للشيء وقيومه، لا محالة يكون محصيا له وإما أن يكون أحصاها بعلمه لأنه أحصى كل شيء عددا وبعلمه أحصى كل شيء كما هو طريقة الفيثاغورسيين [4] في علم الله تعالى؛ إذ هم يقولون: أصل الموجودات هي الأعداد؛ فالمعدود الذي فيه اثنينية هو العقل بجهة
Shafi 197