Sharhin Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Nau'ikan
عنهم بربوبيته؛ لكن لما كان الغرض والقصد الأول من ذلك هو الإنسان، فله مزيد اختصاص بالعقل والعلم، وإلا فكل الموجودات [1] شاعرون بالله يسبحون بحمد ربهم وإن من شيء إلا يسبح بحمده [2] وفي الأدعية المأثورة: «وبنورك وعظمتك أبصر العالمون».
ومن طريق آخر: اعلم، انه ما من خلق يوجد الا وقد تعلق بالقصد [3] الثاني منه بوجود [4] الإنسان الذي هو الخليفة وإنما قلنا القصد الثاني، إذ القصد الأول، هو معرفة الحق تعالى وعبادته التي خلق لها العالم. وتلك الغاية أي المعرفة إنما تتحصل من ذلك الخليفة ففطرته على المعرفة وللمعرفة. وبالجملة، فالمعرفة فطرة [5] لا صنع للعبد فيها كما في الأخبار.
[وجه ان الحجاب بينه وبين الخلق، نفس الإيجاد]
خلقة الله الخلق حجاب بينه وبينهم
يجب أن يعلم ان الموجودات إنما خلقت وصدرت عن علم الله سبحانه.
وعلمه عز شأنه، ليس بطريق الحصول والحضور لبطلانهما- وقد بسطنا الكلام في ذلك في مقامه- بل من [6] طريق آخر، لا يعرفه كل أحد وقد أشار إلى لمعة منه معلم الحكمة [7] شكر الله سعيه بقوله: «فذاته سبحانه كأنه مثال كل شيء والمثال لا يتمثل»
Shafi 129