النّون في التّكسير لمّا قالوا: "مَجانيقُ" فلو كانت النّون أصلًا لكانوا يُسْقِطون القافَ ويُبْقون النُّون فقد بطل أن تكونا زائدتين وأنت تكونا أصليَّتَيْن، ولا يجوز أن تكون الميمُ زائدة والنّون أصلًا لأمرين:
أحدهما: أنّ الميمَ لا تكون زائدةً إلا في الأسماء المشتقّة من الأفعال نحو: "مُسَرْهَفٌ" و"مُدَحْرَجٌ" ومَنْجَنِيقٌ ليس مشتقًّا من فعل.
وأيضًا: متى كانت الميم أوّل اسمٍ وبعدها أربعة أصول فلا تكون غلا أصلًا يدلُّك على ذلك قولهم: "مَرْزَجُوشٌ" وأنّ الميم فيه أصلٌ؛ لأنّ بعدها أربعة أصولًا، فلم يبق إلاّ أن تكون الميم أصلا والنّون زائدة، ووزن الكلمة "فَنْعَلِيلٌ" ألحقت بـ"فَعْلَلِيلٍ" نحو "عَرْطَلِيلٍ"، ولهذا سقطت النّون في الجمع لما قالوا "مَجانِيقُ"، فإن قال قائلٌ: ما أنكرتم أن تكون النّون أصلًا! لقولهم كنّا مرَّة "نُرْشَقُ" ومرّة "نُجْنَقُ"، و"جَنَقُوا" و"جَنَقْناهم" أي رَمُونا بالمَنْجَنيقِ ورميناهم بها، وقد اشتقُّوا من الكلمة ما
1 / 252