Sharhin Talqin
شرح التلقين
Bincike
سماحة الشيخ محمَّد المختار السّلامي
Mai Buga Littafi
دار الغرب الإِسلامي
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1429 AH
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
Fiqihu Maliki
والجواب عن السؤال الثالث: أن يقال: أما اللمس بمجرده فلا ينقض الوضوء عندنا، وأما الشافعي فإنه ينقضه عنده مجرد اللمس دون حائل وإن لم يلتذ، تمسكًا منه بعموم قوله تعالى: ﴿أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ (١). ولم يشترط اللذة. وأما نحن فإنا (٢) اعتبرنا اللذة لقول عائشة ﵂: افتقدت النبي ﷺ في الفراش فقمت أطلبه فوقعت يدي على أخمص قدمه فلما فرغ من صلاته قال: أتاك شيطانك (٣). ولم تذكر أن صلاته انتقضت بمجرد لمسها. فوجب تخصيص الآية بذلك وحملها على اللمس للذة. فإن قيل: فإن الشافعي ذهب في أحد (٤) قوليه إلى أن الملموس لا تنتقض طهارته وإنما تنتقض طهارة اللامس، خاصة. والشعبي ﷺ ها هنا ملموس فلا حجة به عليه. قيل قد روت أيضًا: أنها كانت تنام بين يدي النبي ﷺ -وهو يصلي. فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي (٥). ولم يذكر أن صلاته انتقضت وهو ﵇ ها هنا لامس. فإن قيل هذا مخصوص للنبي ﷺ لأنكم قلتم أن اللمس إنما ينقض الوضوء على الجملة لكونه سببًا في اللذة. والنبي ﷺ أملك لإربه منا. كما قيل في قُبلته (٦) وهو صائم (٧). قيل ظاهر أفعاله التعدي عند جمهور أهل الأصول. فمن قصرها فعليه
(١) سورة النساء، الآية: ٤٣. (٢) فقد -و-ق-. (٣) عن عائشة ﵂ قالت: فقدت رسول الله ﷺ ذات ليلة فالتمسته بيدي. فوقعت يدي على قدميه وهما منصوبتان -وهو ساجد- الحديث. البيهقي ج ١ ص ١٢٧ وقيل الأوطار ج ١ ص ٢٤٦. قال صاحب المنتقى رواه مسلم والترمذي وصححه. (٤) آخر -ح-ق-. (٥) عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله ﷺ ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلاي -فإذا قام بسطتهما والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح. الفتح ج ٢ ص ٣٨، وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي ومالك وأحمد. (٦) القبلة -و-. (٧) عن عائشة ﵂: كان النبي ﷺ يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه. الفتح ج ٥ ص ٥٢/ ٥٣.
1 / 187