Sharhin Fitarin Rana
شرح طلعة الشمس على الألفية
Nau'ikan
وضعت لفظة: في للظرفية الزمانية والمكانية، كانت الظرفية حقيقية كالماء في الكوز، أو مجازية كزيد في البلد، وحكمها إذا حذفت مع ظرف الزمان كحكمها إذا أظهرت معه، فإنهم سووا بين قول القائل: أنت طالق في رمضان وبين قوله: أنت طالق غدا، ولا نية له في الصورتين، فقالوا: في الصورة الأولى: هي طالق من أول يوم منه عند طلوع الفجر، وقالوا: في الصورة الثانية: هي طالق في الليل؛ أنها تطلق إذا جاء الليل، لكن في بعض المواضع من الأثر ما نصه: "وإذا قال لزوجته: إن بت هذه الليلة في هذا البيت فأنت طالق، فباتت حتى كانت في بعض الليل وخرجت، فلا طلاق إلا أن تبيت الليلة كلها في البيت، فإن قال: إن نمت في هذه الليلة، فإن نامت بعض الليل؛ فإنا نخاف أن يقع الطلاق، ففي هذا الأثر إشارة إلى الفرق بين ما إذا ذكرت مع الزمان وبنما إذا حذفت، فإنه أشار إلى أن حذفها يقتضي استيعاب الليل بالمبيت، وذكرها لا يقتضي ذلك، وعلى هذه التفرقة أبو حنيفة مستدلا بأن الظاهر من قول القائل: صمت هذه السنة استيعاب السنة بالصيام، بخلاف قوله: صمت في هذه السنة، فإنه لا يقتضي ذلك، وإنما غاية ما فيه أنه يدل على أنه وقع منه صيام في تلك السنة، وذهب صاحباه إلى القول الأول.
Shafi 245