ثم أخذ له صفات من اسمه، أبان بها جلالة قدوه، فقال: إنه من الملك في أرفع مواضعه، ومن تأيد الله ﷿ في المحل الذي تمضيه فيه يده، وإذا كان كذلك، اكتنفه نصرهن وساعدته أقداره.
تُجارِبُهُ الأعْدَاءُ وَهْيَ عِبَادُهُ ... وَتَدَّخِرُ الأمْوَالَ وَهْيَ غَنَائِمُهْ
ثم قال: الأعداد تحاربه وهي عباده، والعباد: جمع عبد على قياسه. لأن قدرته عليهم قدرة المالك على عبده، وتدخر الأموال وهي غنائم له؛ لأنها غير ممتنعة عليه.
وَيَستْكْبِرُون الدَّهْرُ والدَّهْرَ دُونه ... وَيَستْعظمون الموتَ والموتُ خَادُمِهُ
ثم قال: فمالهم يستكبرون الدهر، الدهر دونه؛ لأنه مستعمل بحسي إرادته، تقرب له فيه السعادة بغيته، ويسهل عليه الإقبال رغبته، وكذلك يستعظمون الموت، الموت يخدمه؛ لأنه يفني أعداءه، ويبتر أعمارهم، ويقلل عددهم، وييسر الله ذلك له، وينتقم من أعدائه به.
1 / 171