Sharh Sahih Ibn Khuzaymah - Al-Rajhi
شرح صحيح ابن خزيمة - الراجحي
Nau'ikan
ذكر تسمية الله ﷿ عند الوضوء
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب ذكر تسمية الله ﷿ عند الوضوء: قال: أخبرنا محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم قالا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن ثابت وقتادة عن أنس ﵁ قال: (طلب بعض أصحاب النبي ﷺ وضوءًا فلم يجدوا، فقال النبي ﷺ: هاهنا ماء؟ فرأيت النبي ﷺ وضع يده في الإناء الذي فيه الماء، ثم قال: توضئوا باسم الله، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه، والقوم يتوضئون حتى توضئوا من آخرهم، قال ثابت: فقلت لـ أنس: كم تراهم كانوا؟ قال: نحوًا من سبعين)].
وهذا ثابت في الصحيح، لكن بدون: (توضئوا باسم الله).
قال في تخريجه: [إسناده صحيح ورواه النسائي].
وهذا الدليل ليس بظاهر، إذ إنه يحتمل أنه: (توضئوا باسم الله) يعني: تبركًا باسم الله، وليس المراد يعني: أنها تكون قبل الوضوء، والأحاديث في تسمية الوضوء كلها ضعيفة، ساقها الحافظ ابن كثير ﵀ في آية المائدة؛ ولهذا ذهب الجمهور إلى أن التسمية مستحبة؛ لأن الأحاديث التي فيها الأمر بالتسمية كلها ضعيفة، وذهب الإمام أحمد في رواية إلى أنه يشد بعضها بعضًا؛ ولهذا ذهب الحنابلة إلى وجوب التسمية عند التذكر إذا كان متذكرًا، وإذا نسي سقطت، أما الجمهور فإنهم ذهبوا إلى الاستحباب.
فثبوته أيضًا في هذه الأحاديث فيه نظر، إذ إن الحديث في تكثير الماء، وأنه دليل على البركة، وهو في الصحيح ليس فيه: (توضئوا باسم الله).
9 / 3