229

Sharhin Risalar Nasiha

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

وحصول العلم لنا بغير طريق مستحيل فكان تكليفه لنا بذلك يكون تكليفا بما لا يعلم، وتكليف ما لا يعلم قبيح، والله -تعالى- لا يفعل القبيح لما تقدم بيانه.

وإن جعل لنا إليه طريقا فهي لا تخلو إما أن تكون سمعية أو عقلية، ولا طريق في العقل يوصل إلى ذلك.

والسمع هو الكتاب، والسنة، والإجماع، وهم لا يدعون ذلك من الكتاب، ولا إلى تصحيحه سبيل، ومن جهالهم من يقول: قد كان في الكتاب فسقط، وسيأتي الكلام على أن القرآن لا يجوز أن يسقط منه شيء.

ويؤكد ذلك أن هذا التجويز يفتح باب الجهالات؛ لأن لمدع أن يدعي أن صيام شهر مع شهر رمضان قد كان فرض علينا بالكتاب ثم سقط لفظه ونسخ، وكذلك الحج إلى بيت آخر، إلى غير ذلك، فإذا كان ذلك باطلا قضي ببطلان ما أدى إليه.

وإن ادعوا طريقه من السنة؛ قلنا: العلم بذلك لا يخلو إما أن يكون ضروريا أو مكتسبا.

فإن كان ضروريا: إشترك في العلم به الكافة ممن احتج به، ومن احتج به عليه، كما ثبت في النص على أمير المؤمنين وولديه -عليهم السلام- ووقع الكلام في كيفية الإستدلال به لا غير.....

Shafi 268