205

Sharhin Risalar Nasiha

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

[فضيلة الورع]

وأما الورع: فمما ظهر الحال فيه للعدو والولي ما صرفت له سقطة

في نائبة، ولا زل حتى لقي الله -تعالى-، ولا قوى أمر معاوية -لعنه لله- إلا قسمة السوية، والعدل في الرعية، وإيثار الدار الباقية على الفانية الدنية، ولو فصلنا ذكره لطال الشرح؛ ولكن من ذلك أنه -عليه السلام- ملك العراقين وخراسان ومصر والحجاز واليمامة والبحرين وما والاهما إلى عمان واليمن بأسره، ثم ولى إلى جوار ربه (وما خلف بيضاء ولا صفراء إلا أربع ما ئة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأهله([48]))، ظننا أن ذلك لولا كان في حاجة أهله ما ادخر دانقا لنفسه، ومثل هذا لم يعلم من غيره.

[بيان فضيلتي الزهد والسخاء]

وأما الزهد: فإجماع الناس بعد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على ثلاثة علي -عليه السلام-، وأبو ذر، وعمر بن الخطاب، ولم يعلم مثل حال علي -عليه السلام- في واحد منهما في مطعمه ومشربه وملبسه، ولكل من ذلك نصيب ولكن لا سواء.

Shafi 243