Sharhin Risalar Nasiha
شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
Nau'ikan
وبالدلالة على صحة ما ذهبنا إليه يبطل ما قالوه:
إعلم أن الذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه الكتاب، والسنة،
والإجماع، وسيأتي ذكر دلالة الكتاب والإجماع فيما بعد،ونذكر ها هنا دلالة السنة؛ لأن أكثر ما يروم المخالف ثبوت دعواه بالسنة من حديث أو إجماع، فنبدأ بالإحتجاج بجنس ما يأتي به؛ ولأن الكل أدلة شرعية يجب الرجوع إليها بالاتفاق.
[دليل السنة على إمامة أمير المؤمنين - عليه السلام-]
فالذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه: قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وقد قام للناس يوم غدير خم على مكان عال في يوم قائظ -شديد الحر-، فرفع بيد علي حتى رأى الناس بياض آباطهما وقال للناس كافة: ((ألست أولى بكم من أنفسكم !؟، قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه؛ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)) ، والكلام في هذا الخبر يقع في موضعين؛ أحدهما: في صحته، والثاني: في وجه الإستدلال به .
أما الدليل على صحته: فظاهر؛ لأن الأمة نقلته نقلا متواترا على وجه واحد لا اختلاف فيه، وهم بين محتج به، ومتأول له، فصار العلم به ضروريا لجميع أهل العلم فجرى مجرى الأخبار الواردة في أصول الشريعة المهمة كحج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وطوافه بالبيت، ووقوفه بعرفة إلى ما يعلم ضرورة من أفعاله وأقواله -عليه وآله السلام- بطريق الأخبار، وكما لا يسوغ إنكار شيء من ذلك لا يسوغ إنكار هذا..
Shafi 209