Sharhin Risalar Nasiha

Mansur Cabd Allah d. 614 AH
140

Sharhin Risalar Nasiha

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

وجهل الجاهل لحكمة الحكيم لا يخرج فعله عن الحكمة في شيء من

الأشياء، عند جميع العقلاء، وقد روينا في ذلك عن أبينا خاتم الأنبياء -صلى الله عليه وآله وسلم-، أنه قال: ((لا يكمل عبد الإيمان بالله حتى يكون فيه خمس خصال: التوكل على الله -تعالى- والتفويض إلى الله، والصبر على بلاء الله، والتسليم لأمر الله، والرضاء بقضاء الله))([26])، فنسأل الله -تعالى- أن يجعلنا متوكلين عليه، مفوضين لأمورنا عليه([27])، صابرين على بلائه، مستسلمين لأمره، راضين بقضائه فيما مر وحلا، وكافة المسلمين - آمين - وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

[بيان المراد بالبلوى في الكتاب والسنة]

فإن قيل: إن بعض الناس حمل البلوى على التكليف والتعبد وتأول جميع ما في الكتاب والسنة -زادهما الله -تعالى- على مرور الأيام جدة وشرفا- من ذكر البلوى على ذلك وجعل حمله عليه أولى.

قلنا: العترة الطاهرة -عليهم السلام- أرجح من ذلك البعض، وهي إلى الصواب أهدى، كيف لا؟! وبراهينهم على خلاف ما ذهب إليه السائل لا تخفى.

ألا ترى أن قائلا لو قال: هذا رجل مبتلى، لم يسبق إلى أفهام السامعين أن المراد به التعبد أصلا؛ بل يسبق إلى أفهامهم أنه قد أصيب بشيء من محن الدنيا، التي قدمنا إليه الكلام فيها أولا، وحمل كلام الباريء -سبحانه- وكلام رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على الحقائق أولى.

Shafi 178