Sharhin Littafin Nil da Maganin Rashin Lafiya
شرح النيل للقطب اطفيش - موافق للمطبوع
Nau'ikan
المحل، (ونوازل الزمان) أضاف الحال للمحل، والمراد بالمحل في مثل هذا المقام ما يشمل الزمان، والمراد نوازل الدين والدنيا، والعطف ترادف أو اعتبار للمفهوم، فإن مفهوم النوائب الإصابة، ومفهوم النوازل النزول، فهما متحدان ما صدقا مختلفان مفهوما، (وعينا من عذبها) بفتح العين وإسكان الذال أي مائها الحلو، متعلق بتنطفئ، وقدم للاهتمام والحصر على ما مر في به، (تنطفئ) تسكن حرارة الأكباد في الهواجر وبحرا منه يلتقط نفيس الدر وأنواع الجواهر بل هو معدل النهار
-------------------------------------------
وتذهب، عبارة عن زوال الجهل المحرق كالنار، استعارة تبعية لزوال الجهل، أو أطلق الانطفاء على مطلق الزوال وأصله زوال حرارة النار، فيكون مجازا مرسلا لعلاقة الإطلاق والتقييد، (حرارة) استعارة لكراهة الجهل الشاقة على من كرهه، (الأكباد) جمع كبد وهو لحمة سوداء إلى الحمرة قرب الفؤاد ترتشف الماء، (في الهواجر) استعارة لأزمنة الاحتياج إلى العلم، جمع هاجرة وهي شدة الحر، والكبد مؤنث، وقد يذكر، وكافه مفتوحة وتكسر، والباء ساكنة وتفتح الكاف مع كسر الباء أيضا.
(وبحرا) شبه شيخه بالبحر بجامع الاتساع واستفادة المرغوب فيه منه، لكن اتساعه معقول لا محسوس وهو اتساع علمه، والمستفاد منه هو العلم وهو المعبر عنه بالدر والجواهر في قوله: (منه يلتقط) قدم منه للحصر والاهتمام، (نفيس) النفيس الشيء المرغوب فيه، (الدر) اللؤلؤ العظيم، (وأنواع الجواهر) وجواب لولا محذوف، أي لولا أن لي ذلك الشيخ لضللت، أو أغنى مضمون ما قبلها كما تقدم، وما تقدم عن المصنف من قصور النظر وخمود القريحة وغير ذلك هضم لنفسه، وإلا فهو رحمه الله لا نظير له في هذه البلاد قديما وحديثا، وكتابه هذا لم يوجد مثله في المذهب، (بل) حرف ابتداء على المشهور لدخولها على الجملة، وهي انتقالية لا إبطالية.
Shafi 22