Sharhin Nahjul Balagha
شرح نهج البلاغة
Bincike
محمد عبد الكريم النمري
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
فلما دفن عمر ، جمعهم أبو طلحة ، ووقف على باب البيت بالسيف في خمسين من الأنصار ، حاملي سيوفهم ، ثم تكلم القوم وتنازعوا ، فأول ما عمل طلحة أنه أشهدهم على نفسه أنه قد وهب حقه من الشورى لعثمان ، وذلك لعلمه أن الناس لا يعدلون به عليا وعثمان ، وأن الخلافة لا تخلص له وهذان موجودان ، فأراد تقوية أمر عثمان وإضعاف جانب علي عليه السلام ، بهبة أمر لا انتفاع له به ، ولا تمكن له منه . فقال الزبير في معارضته : وأنا أشهدكم على نفسي أني قد وهبت حقي من الشورى لعلي ، وإنما فعل ذلك لأنه لما رأى عليا قد ضعف وانخزل بهبة طلحة حقه لعثمان ، ودخلت حمية النسب ، لأنه ابن عمة أمير المؤمنين عليه السلام ، وهي صفية بنت عبد المطلب ، وأبو طالب خاله . وإنما مال طلحة إلى عثمان لانحرافه عن علي عليه السلام ، باعتبار أنه تيمي ، وابن عم أبي بكر الصديق ، وقد كان حصل في نفوس بني هاشم من تيم حنق شديد لأجل الخلافة ، وكذلك صار في صدور تيم على بني هاشم ، وهذا أمر مركوز في طبيعة البشر ، وخصوصا طينة العرب وطباعها ، والتجربة إلى الآن تحقق ذلك ، فبقي من الستة أربعة .
فقال سعد بن أبي وقاص : وأنا قد وهبت حقي من الشورى لابن عمي عبد الرحمن - وذلك لأنهما من بني زهرة ، ولعلم سعد ، أن الأمر لا يتم له - فلما لم يبق إلا الثلاثة . قال عبد الرحمن لعلي وعثمان : أيكما يخرج نفسه عن الخلافة ، ويكون إليه الاختيار في الاثنين الباقيين ؟ فلم يتكلم منهما أحد ، فقال عبد الرحمن : أشهدكم أنني قد أخرجت نفسي من الخلافة على أن أختار أحدهما ، فأمسكا . فبدأ بعلي عليه السلام ، وقال له : أبايعك على كتاب الله ، وسنة رسول الله ، وسيرة الشيخين : أبي بكر وعمر . فقال : بل على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيي . فعدل عنه إلى عثمان ، فعرض ذلك عليه ، فقال : نعم ، فعاد إلى علي عليه السلام ، فأعاد قوله ؛ فعل ذلك عبد الرحمن ثلاثا ، فلما رأى أن عليا غير راجع عما قاله ، وأن عثمان ينعم له بالإجابة ، صفق على يد عثمان ، وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فيقال : إن عليا عليه السلام قال له : والله ما فعلتها إلا لأنك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه ، دق الله بينكما عطر منشم .
قيل : ففسد بعد ذلك بين عثمان وعبد الرحمن ، فلم يكلم أحدهما صاحبه حتى مات عبد الرحمن .
ثم نرجع إلى تفسير ألفاظ الفصل : أما قوله عليه السلام : فصغا منهم رجل لضغنه ، فإنه يعني طلحة ، وقال القطب الراوندي : يعني سعد بن أبي وقاص ؛ لأن عليا عليه السلام قتل أباه يوم بدر . وهذا خطأ فإن أباه أبو وقاص ، واسمه مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ؛ مات في الجاهلية حتف أنفه .
وأما قوله : ومال الآخر لصهره ، يعني عبد الرحمن مال إلى عثمان ، لأن أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط كانت تحته ، وأم كلثوم هذه هي أخت عثمان من أمه أروى بنت كريز .
وروى القطب الراوندي أن عمر لما قال : كونوا مع الثلاثة التي عبد الرحمن فيها ، قال ابن عباس لعلي عليه السلام : ذهب الأمر منا ، الرجل يريد أن يكون الأمر في عثمان . فقال علي عليه السلام : وأنا أعلم ذلك ، ولكني أدخل معهم في الشورى ، لأن عمر قد أهلني الآن للخلافة ، وكان قبل ذلك يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن النبوة والإمامة لا يجتمعان في في بيت واحد ، فأنا أدخل في ذلك لأظهر للناس مناقضة فعله لروايته .
Shafi 119