Sharhin Nahjul Balagha
شرح نهج البلاغة
Bincike
محمد عبد الكريم النمري
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
فإن قلت : فإن أبا بكر إنما دفعها إلى عمر حين مات ، ولا معنى للرشوة عند الموت ! قلت : لما كان عليه السلام يرى أن العدول بها عنه إلى غيره إخراج لها إلى غير جهة الاستحقاق شبه ذلك بإدلاء الإنسان بماله إلى الحاكم ، فإنه إخراج للمال إلى غير وجهه ، فكان ذلك من باب الاستعارة .
أبو بكر يعهد بالخلافة إلى عمر
وابن الخطاب هو أبو حفص عمر الفاروق ، وأبوه الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب . وأم عمر حنتمة بنت هاشم ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم .
لما احتضر أبو بكر ، قال للكاتب اكتب : هذا ما عهد عبد الله بن عثمان ، آخر عهده بالدنيا وأول عهده بالآخرة ، في الساعة التي يبر فيها الفاجر ، ويسلم فيها الكافر ، ثم أغمي عليه فكتب الكاتب : عمر بن الخطاب ، ثم أفاق أبو بكر ، فقال : اقرأ ما كتبت ، فقرأ وذكر اسم عمر ، فقال : أنى لك هذا ! قال : ما كنت لتعدوه ، فقال : أصبت ، ثم قال : أتم كتابك ، قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب : وذلك حيث أجال رأيه وأعمل فكره فرأى أن هذا الأمر لا يصلح آخره إلا بما يصلح به أوله ، ولا يحتمله إلا أفضل العرب مقدرة ، وأملكهم لنفسه ، وأشدهم في حال الشدة ، وأسلسهم في حال اللين ، وأعلمهم برأي ذوي الرأي ، لا يتشاغل بما لا يعنيه ، ولا يحزن لما لم ينزل به ، ولا يستحي من التعلم ، ولا يتحير عند البديهة . قوي على الأمور ، لا يجوز بشيء منها حده عدوانا ولا تقصيرا ، يرصد لما هو آت عتاده من الحذر .
فلما فرغ من الكتاب ، دخل عليه قوم من الصحابة ، منهم طلحة ؛ فقال له : ما أنت قائل لربك غدا ، وقد وليت علينا فظا غليظا ، تفرق منه النفوس ؛ وتنفض عنه القلوب ! فقال أبو بكر : أسندوني - وكان مستلقيا - فأسندوه ، فقال لطلحة : أبالله تخوفني ! إذا قال لي ذلك غدا قلت له : وليت عليهم خير أهلك .
Shafi 103