Sharhin Nahjul Balagha
شرح نهج البلاغة
Bincike
محمد عبد الكريم النمري
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
وقوله عليه السلام : وزن وخزن ، بلزوم الزاي ، من الباب المسمى لزوم ما لا يلزم ، وهو أحد أنواع البديع ، وذلك أن تكون الحروف التي قبل الفاصلة حرفا واحدا ؛ هذا في المنثور ، وأما في المنظوم فأن تتساوى الحروف التي قبل الروي مع كونها ليست بواجبة التساوي ، مثال ذلك قول بعض شعراء الحماسة :
بيضاء باكرها النعيم فصاغها . . . بلباقة فأدقها وأجلها
حجبت تحيتها فقلت لصاحبي . . . ما كان أكثرها لنا وأقلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوة . . . شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها
ألا تراه كيف قد لزم اللام الأولى من اللامين اللذين صارا حرفا مشددا ! فالثاني منهما هو الروي ، واللام الأول الذي قبله التزام ما لا يلزم ؛ فلو قال في القصيدة : وصلها ، وقبلها ، وفعلها ، لجاز .
واحترزنا نحن بقولنا : مع كونها ليست بواجبة التساوي ، عن قول الراجز ، وهو من شعر الحماسة أيضا :
وفيشة ليست كهذي الفيش . . . قد ملئت من نزق طيش
إذا بدت قلت أمير الجيش . . . من ذاقها يعرف طعم العيش
فإن لزوم الياء قبل حرف الروي ليس من هذا الباب ، لأنه لزوم واجب ، ألا ترى أنه لو قال في هذا الرجز : البطش والفرش والعرش لم يجز ، لأن الردف لا يجوز أن يكون حرفا خارجا عن حروف العلة . وقد جاء من اللزوم في الكتاب العزيز مواضع ليست بكثيرة ، فمنها قوله سبحانه : ' فتكون للشيطان وليا ، قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ' ، وقوله تعالى : ' ولكن كان في ضلال بعيد ، قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ' ، وقوله : ' اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ' ، وقوله : ' والطور ، وكتاب مسطور ' ، وقوله : ' بكاهن ولا مجنون ، أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ' ؛ وقوله : ' في سدر مخضود ، وطلح منضود ' ، وقوله : ' فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير ، وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير ' ، والظاهر أن ذلك غير مقصود قصده .
ومما ورد منه في كلام العرب أن لقيط بن زرارة تزوج ابنة قيس بن خالد الشيباني فأحبته ، فلما قتل عنها تزوجت غيره ، فكانت تذكر لقيطا ، فسألها عن حبها له ، فقالت : أذكره وقد خرج تارة في يوم دجن ، وقد تطيب وشرب الخمر ، وطرد بقرا ، فصرع بعضها ، ثم جاءني وبه نضح دم وعبير ، فضمني ضمة ، وشمني شمة ، فليتني كنت مت ثمة .
Shafi 86